الدولار يُفلت من الضوابط والبطالة تلامس الـ 90 في المئة!
من أبرز النّقاط التي يُمكن تسجيلها خلال الأيام الأخيرة، هي أن الأحداث “العنفيّة” التي حصلت في بيروت، تُمعِن في إسقاط الهيبة الأمنية للدولة اللبنانية، بعد سقوط الهيبة السياسية والإقتصادية منذ زمن بعيد.
العنف لا يُمكن تبريره أبداً، ومن أيّ جهة أتى، وحتى ولو كان صادراً عن أفقر الفقراء. ولكن لا يُمكن أيضاً تبرير بعض الممارسات الأمنية التي حصلت في بيروت، والتي لا بدّ من فتح تحقيقات في شأنها، وبما يتمّ ممارسته من قِبَل المحتجّين الغاضبين، “على البارد”، خصوصاً أن لا شيء يسمح بالقول إن العنف هو طريق الحلّ، فيما لا شيء يبرّر أيضاً القول إن العناصر الأمنية “مضغوطة”، و”بدكون تطوّلوا بالكون عليها”. فمن المفروض أن تلك العناصر مُدَرَّبة، عسكرياً وبدنياً، وحتى نفسياً، على تحمُّل أقسى الظّروف الأمنية والعسكرية، التي لم نبلغها (تلك الظّروف) بَعْد، في شكل كامل، والحمد لله.
سؤال…
قد تكون المواقف الدولية المُنتَظَرَة تجاه ما يحصل، مُقلِقَة، ولا سيّما إذا تحدّثنا عن عقوبات على الدولة اللّبنانية، في ما لو استُخدِم العنف المُفرِط، في المرحلة القادمة.
وبموازاة هذا المشهد، نسأل عن معنى أن تكون الساحة اللبنانية متوتّرة اليوم، بالتزامُن مع واقع إقليمي مضطّرب؟ فالسؤال يبقى مشروعاً حتى ولو كان يبدو أن تقليديات الإستفادة السورية من الإضطّراب اللبناني غير متوفّرة اليوم، بسبب ما هو موجود في سوريا. ولكن بعض “الأجندات” الإقليمية الأخرى قد يُمكنها الإستفادة من الإضطّراب اللّبناني، في مدى بعيد، كورقة من أوراق التفاوض أو المقايضة مع المجتمع الدولي، وخصوصاً إذا طالت مدّة “المظاهر العنفيّة” في الشارع اللبناني، ودخل البعض على خطّ الإستفادة منها.
أخطر؟
شدّد مصدر أمني واسع الإطّلاع على أن “الوضع الميداني في لبنان يُصبح أخطر، إذا تمّ ربطه بجوّ الإضطراب الموجود على مستوى المنطقة ككلّ”.
وأشار في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” الى أن الساحة اللبنانية لطالما كانت بيئة حاضنة للخارج ولأجنداته، منذ عهد الإستقلال، وهو ما لم يتغيّر الى الآن”.
وشدّد على أن “المخاطر تزداد انطلاقاً من أن الإنهيار العام، السياسي والمعيشي، أصبح بعد 100 يوم من انطلاق الإحتجاجات في الشارع، أشدّ عُمقاً ممّا كان عليه في 17 تشرين الأول”.
ووضع المصدر ما يحصل في “إطار الغضب و”فشة الخلق”. ولكن لا أحد يمكنه أن يؤكد أن نقطة دم واحدة لن تسقط، ولو “بالغلط”. وعندها، لا أحد يعرف أين يُمكن أن نصل؟”.
عقوبات!
وإذ استبعد إمكانيّة فرض عقوبات على الدّولة اللبنانية، إذا بقيَ العنف في الشوارع، قال:”كلّما طالت مدّة المعالجة السياسية للأمور، عبر حكومة تحصل على ثقة الشارع والمجتمع الدّولي، كلّما ذهبنا في طريق أكثر صعوبة”.
وأكد أن “لا حرب في لبنان كما كان يحصل في الماضي، مهما تدهورت الأوضاع. ولكن الخوف هو من الوصول الى فوضى في الشارع، واستغلال ذلك من قِبَل البعض لتحقيق مآرب سياسية. وعندها سيفلت الدولار من الضوابط، والبطالة ستلامس الـ 90 في المئة في صفوف الشباب، فتنهار الدولة والنظام معها، بالكامل”.
ورداً على سؤال عن العنف الذي تمارسه الأجهزة الأمنية، أجاب المصدر:”يُمكن لتلك العناصر أن تتحمّل أقسى الظروف لمدّة محدودة، ولكن ليس أن تُشتَم أمهاتهم، ويُحرَقون بالمفرقعات النارية و”المولوتوف”، فيما الإصابات في صفوفهم كبيرة. ونذكر أن المشاغبين هم الذين يبدأون بالإعتداءات”.
وختم:”توجد مخاوف حقيقية من إمكانية الوصول الى الأفظع، على المستوى الأمني العام، إذا لم يتمّ تشكيل الحكومة سريعاً”.
المصدر : وكالة أخبار اليوم