سيريل مطر لـبناني عايش تفجيرات باريس: فجأة سمعنا صوتاً يقول “مسلح”…
“كنا نشجع المنتخب حين دوّى أول انفجار ظنّ الجمهور أنه نوع من المفرقعات فتحمسوا وبدأوا يطلقون الهتافات، الأمر نفسه تكرر مع الانفجارين الثاني والثالث، لكن كوني معتاداً على صوت الانفجارات في لبنان شعرت ان الأمر أبعد من المفرقعات، من هنا بدأت رحلة التساؤلات فالخوف والرعب والذعر المستمر الى الآن في كل زاوية من فرنسا” .هكذا بدأ المهندس اللبناني سيريل مطر (26 عاما) المقيم في باريس منذ خمس سنوات رواية مشاهداته لـ”النهار” عن اليوم الكارثي الذي عاشه والفرنسيون بعد الهجمات الدموية التي تبناها تنظيم “داعش” والتي ادت الى ازهاق ارواح العشرات.
مخطط تاريخي – دموي
عند التاسعة من مساء الجمعة دخل الجمهور الى “استاد” فرنسا لحضور المباراة التي جمعت بين منتخبي المانيا وفرنسا، مباراة خطط لها لتكون تاريخية ليس بنتيجة الاهداف التي كان يحاول الفريقان الحصول عليها، فالمخطط كان خارجياً وضع ونفذ على ايدي ارهابيين اردوا أن يدخلوا #فرنسا في نفق دموي بضربات متعددة الأبعاد، يقول مطر: ” ما ان مرّ على انطلاق المباراة التي كان يحضرها رئيس الجمهورية فرنسوا هولاند 15 دقيقة حتى سمع صوت الانفجار الأول، تم اخراج الرئيس من المكان، استمرت الامور بالسير بشكل طبيعي رغم سماع صوت انفجارين آخرين بين كل منهما نحو 4 دقائق، انتظرت وقت الاستراحة بين الشوطين وقررت الخروج من الملعب لكن تم منعي من الامن بحجة أن الابواب مقفلة وان عملية ملاحقة تقوم بها الشرطة خارج الاستاد، ويشكل الأمر سابقة لم تحصل في تاريخ الملاعب الفرنسية، عندها تأكدت أن ما يدور خارجاً كبير، الى أن قُطع الشك باليقين ووصلتني رسائل من أصدقاء حضروا الأخبار أطلعوني خلالها بما يدور من انفجارات وإطلاق نار وقتل”.
ذهول وذعر
وأضاف: “سارت الأمور في شكل طبيعي في الملعب اذ لم يرد أحدٌ ان يتداول ما يجري في الخارج كي لا يثار ذعر وتحصل عملية هرج ومرج تؤدي الى محاولة الناس الهروب وتعريض حياة الجمهور الذي يصل عدده الى نحو 70 الفاً للخطر، لكن قبل نهاية المباراة بـ10 دقائق تم فتح الابواب امام الجمهور للخروج، عندها غادرت المكان”.
“في الخارج كان الجميع في حال ذهول أيضا”، صراخ الشرطة يملأ المكان طلبوا من الجميع عدم وضع ايديهم داخل جيوبهم ، والمشي الكتف على الكتف، فجأة سمعنا صوتاً يقول “مسلح”، عندها بدأنا الركض في شكل هستيري والاختباء خلف السيارات واي مكان يمكن أن نحمي أنفسنا به، كل سيارات الاجرة رفضت أن تقلني الى باريس، فالجميع كان في حال ذهول، كل شخص يخشى من الآخر، وهذه الحال لا تزال الى اليوم فلا أحد يجرؤ على الخروج من منزله، حتى الى العمل لم نذهب اذ منحنا اجازة اسبوع نعمل خلالها من المنزل”.
انتهت المباراة بفوز فرنسا على المانيا بنتيجة 2- 0، لكن النتيجة التي ينتظرها الفرنسيون بأعصاب مشدودة هي انتصار دولتهم على الخلايا الارهابية التي أظهرت في الأمس أنها خصم شرس تمكن من التغلل بينهم ويعمل على قتلهم.