كيف تُوجّهين حشرية طفلك لتكون معرفيّة بحتة؟
الحشرية هي ظاهرة أساسية بالفطرة، أي أنها تُولد مع الطفل وتنمو في ذهنه بطريقةٍ طبيعيةٍ وآلية إن صحّ التعبير.
بكلامٍ آخر، أنتِ لستِ بحاجة لتُعلّمي طفلكِ كيف يُنمّي فضوله، فهو موجود فيه منذ اللحظة الأولى، إنما أنتِ بحاجة لتُزوّديه بالمكونات المناسبة ليُطوّر هذا الفضول إلى أقصى درجة وليُوجّههه في الاتجاه الذي سيجعل منه مهارة إيجابية تُفتّح ذهنه، وتُنمّي مخيّلته وقدراته التعلميّة، وتزيده ذكاءً وثقةً بالنفس.
فالحشرية كما تعلمين، ثلاثة أنواع: الحشرية السيئة والحشرية غير المفيدة والحشرية الجيدة.
الحشرية السيئة هي الحشرية المضرّة التي لا تعود على صاحبها بأي إفادة، لا بل تؤثر فيه سلباً وتمتصّ طاقته وتعرقل قدرته على التعلّم.
والحشريّة غير المفيدة هي الحشرية التي ربما لا تؤذي صاحبها، ولكنها لا تفيده كذلك. وأبرز الأمثلة على هذه الحشرية هو السعي خلف إجابات عن أسئلة غير مهمة وغير هادفة لمجرد تضييع الوقت والالتهاء عن الأمور والمسائل المهمة.
والحشرية الجيّدة، على عكس الحشرية السيئة، هي التي تحثّ صاحبها على التعلّم والاستكشاف رغبةً بالتقدّم والنمو، لا رغبةً في حصد الجوائز أو إثارة إعجاب الآخرين.
وفي هذا المقال من “عائلتي” سنضع بين يديكِ النصائح التي ستُوجّه حشرية طفلكِ لتكون جيّدة، أي معرفية وإيجابية بامتياز… فتابعينا:
- علّمي طفلكِ أن يستكشف الأشياء حبّاً بالاستطلاع ورغبةً في معرفة الوجهة التي يُمكن أن يقوده إليه هذا الاكتشاف أو ذاك.
- شجّعي طفلكِ على التعلّم وتطوير ذاته من خلال التعمّق بمكامن كل مسألة وطرح الأسئلة الفضولية التي تبدأ بـماذا ولماذا ومتى ومَن وأين وكيف؟
- علّمي طفلكِ ألاّ يحكم على أي شيء بأنه ممل، إذ سيُقفل بذلك على نفسه باباً قد يُتيح له الكثير من الاحتمالات على الأمد الطويل.
- حاولي أن تُعلّمي طفلكِ المفاهيم المختلفة بطريقة اللعب والتسلية حتى لا يشعر بثقلها ويستمتع بها ويتحمّس لتوسيع معرفته بها.
- عوّدي طفلكِ على مطالعة أنواع مختلفة من الكتب والقصص والقراءات التي من شأنها أن تمنحه فرصة تعلّم كلمات ومفاهيم ومواضيع جديدة تُشرّع أبواب نموّه على العالم في مختلف جوانبه.
- علّمي طفلكِ أن يكون منفتح الذهن وجاهزاً على الدوام لتقبّل احتمالات جديدة عدا عن تلك التي يعرفها ويؤمن بها. باختصار، عوّدي صغيركِ أن يكون مستعداً لتعلّم أشياء ونسيان أخرى وتعلّم ثالثة من جديد!!