هوس اللبنانيين الجديد | دولار بالإيد أو 10 عالشجرة؟!
تعرّض اللبنانيون، ولا يزالون، لأكبر عملية احتيال في العالم بعدما حرموا من جنى عمرهم، وتُركوا لمصيرهم وسط فوضى الأزمات التي تأتيهم من كل حدب وصوب.
وفي خضم أزمة اقتصادية لم يشهدها لبنان من قبل، وبطالة فاقت كل المستويات، وانهيار قلّ نظيره، يبحث اللبنانيون عن كوّة ما، تدرّ عليهم الأموال وتحديدا الدولار، بشكل سهل وسريع، فإذ بالعملات الرقمية تتحوّل إلى محطّ اهتمامهم “واستثمارهم”.
فتراهم يشترون هنا، ويبيعون هناك، ساعة يربحون وأخرى يخسرون، في فضاء مزدحم بالعملات الرقمية، حيث لا حاجة لوسيط أو مصرف من أجل إتمام العملية التي من المستحيل اختراقها، لكن في المقابل لا قوانين فيه ولا أرضية واضحة للاستثمار… فما مدى الخطورة هنا؟ وهل يمكن أن يكون هذا السوق هو خلاصنا أم طريقا جديدا إلى الهلاك؟
يوضح الخبير في التحوّل الرقمي رولان أبي نجم، في حديث لموقع mtv، أن الاستثمار نوعين: فإما تكون المخاطرة أقل وبالتالي المردود أقلّ، أو تكون المخاطرة كبيرة والمردود كبيرا، غير أن الحكمة تكمن بأن نستثمر بما يمكن أن نتقبّل خسارته، مشيرا إلى ان اللبنانيين باتوا يبحثون عن الطريق الاسهل والأسرع لجني المال، من دون إدراك بعض الحقائق المهمّة المرتبطة بالعملات الرقمية والتي قد تؤدي بهم إلى الأسوأ.
على سبيل المثال، نذكر الـDoge coin التي حوّلتها تغريدة لرجل الاعمال إيلون ماسك بين يوم وآخر من مزحة إلى عملة تساوي أكثر من ضعفي قيمتها؛ يومها، اي قبل اسابيع، استيقظ اللبنانيون ممن اشتروا هذه العملة على ارباح كبيرة، فمن باع ربح الكثير، ومن راهن على المزيد من الارباح، جاءت خسارته مدوّية في اليوم التالي عندما عادت وهبطت قيمتها بشكل قياسي.
ويشرح أبي نجم، أن الـbitcoin الواحد، على سبيل المثال، كان يساوي قبل شهر 60 ألف دولار، اما اليوم فباتت قيمته 30 ألفا، والخطر هنا يكمن بأنه ليس مرتبطا بسياسة ما أو مؤشر، وهو اليوم يحارَب في الولايات المتحدة الاميركية ودول أوروبا، إضافة إلى الصين والهند، ما يؤشر إلى بداية نهايته.
أضف إلى ذلك ان لا قوانين تحكم سوق شراء هذه العملات، وبالتالي لا أرضية للشكاوى هنا، كما أنها تمعن في التعدين، اي في استهلاك الطاقة، والأرقام هنا ستصدمكم: فصدّقوا أو لا تصدّقوا، يستهلك البيتكوين طاقة تفوق ما تستهلكه هولندا. (تجدون رسما بيانيا مرفقا)
وامام ما تقدّم، ينصح أبي نجم بتنويع الاستثمارات، ويقول: “لا تضعوا أموالكم في استثمار واحد، حتى لا تكون الخسارة كبيرة، بل نوّعوا ووزّعوها بين عدة شركات، بطريقة تجعلكم إذا خسرتم في مكان تعوّضونها في مكان آخر”.
المصدر : سينتيا سركيس – MTV