الله وحده.. اعلم بأقداركم يابشر
بقلم.. الصحافية فاطمة جواد بيضون
مع نهاية كل عام وبداية عام جديد ينشط العرافون والمنجمون في التنبؤ ﻷحداث ستقع في هذا العام حيث تتهافت القنوات الفضائيه والمحليه على استضافتهم ليطلعوا الناس على ما يزعمون انه تنبؤات فهم اصبحوا نجوم سهرات رأس السنه ومادة خصبه لجذب اكبر عدد من المشاهدين المنتظريين لتوقعاتهم اما لتصديقهم لما يتنبؤن به او استهزاء بأفعالهم الكاذبه …
المشكلة لا تكمن في المنجم بل بالاعلام او تحديدا بالوسائل الاعلامية التي تستضيف هؤلاء المجانين بغية حشد اكبر عدد من المتابعين ما يزيد من ارباحهم الاعلانية التي تستغل هذه الامور واصحاب العقول الضعيفة الذين يصدقون هذه الاكاذيب.
فيبدأ المتوقع بسرد مئات التوقعات منها ما يكون حياة فنان او سياسي او الاوضاع السياسية…ومنها ما يمس الطبيعة وكأنهم يريدون ان يقولون انهم يعلمون الغيب!! .
قام احد الاعلاميين يوما بتوجيه سؤال لمنجم على الهواء مباشرة ان كان يعلم ارقام اللوتو واعطاه مهلة زمنية للتنبؤ بها لكنه بالطبع عجز عن ذلك لان هذا امر صعب جدا عليه . لكن التنبؤ باكثر من 400 توقع في السنة امر سهل لانها توقعات هوجاء كاذبة خيالية جنونية لا اكثر…يرمون بتوقعاتهم ولعلها تصيب لو 90% !
لكن نتفاجأ كل سنة بان الاعلام هو من ينمي ويعطي اهمية لمنجم ،يرفع شأنه ويزيد من ثقته لنفسه . كل منجم يتوقع سنويا ما يزيد عن 300 توقع كمعدل وسطي ناهيك عن الاطلالات الشهرية ، ولكن كم توقع يصيب 100% ؟ ما هي هذه التوقعات المهمة التي يعطي الناس اهمية لها ؟؟
في الحقيقة لا يتعدى نسبة الصدق في التوقعات ال 10 % ،لا بل اقل بكثير وتكون اسخف من ان نذكرها ،ولكن يلجأ الاعلام الى ذكر التوقعات التي نجح بها المنجم وعدم التطلع الى التوقعات التي فشلت لان من مصلحة الاعلام دعم منجمه الخاص ليكسب به ثقة الناس.
اما في الحالة الامنية يلجأ المنجم الى النظر الى الاوضاع العامة في المنطقة وتاثيرها.فبعد تهديد الارهابيين للضاحية بدأنا نسمع توقعات بتفجيرات في الضاحية والمناطق الموالية للمقاومة ، لكن هل سال احدكم اين اصبح توقع احد المنجمين بحدوث تفجير في صور جنوب لبنان ؟؟ اليس اخطر من ان نظهر توقع عواصف رعدية في شتاء لبنان؟ اليس شتاء لبنان معتاد على هذا الطقس؟ لماذا غفلنا عن امور عامة عادية ولجأنا الى تصديق اكاذيب ؟
يستطيع كل شخص ان يضع 300 توقع منها امني و منها ما يتعلق بالطبيعة …الخ عله يصيب 50 توقع ويظهر بها في الاعلام وعند اذن اصبح من البارزين والصادقين بنظر الكثيرين.
من هنا ، لا بدا من اعلامنا ان يوجه النظر في امور حياتية و اجتماعية بدل دعم هؤلاء الاشخاص الذين يستغلون بعض الاشخاص لتصديقهم وكسب اموال طائبة منهم ولكن على الناس ان يعوا انها امور للتسلية لا اكثر وعدم اعطاء اهمية لتلك الاكاذيب مع العلم ان معظمهم يقر بمقولة “كذب المنجمون ولو صدقوا “