‘لم أبدّل مواقفي من الأسد والسيد وتبيّن أنّني على حقّ’..
“ما” كادت حكومة «العمل والامل « تأخذ الصورة التذكارية على درج حديقة قصر بعبدا حتى انكب رئيسها نجيب ميقاتي ومعه الوزراء الـ 24 على العمل السريع، باعتبار ان الوقت داهم وضاغط، ولا ترف في هدر المزيد من الوقت ، فكانت اولى الخطوات الايجابية انعقاد جلسة لتشكيل لجنة لصياغة البيان الوزاري مباشرة بعد الصورة التذكارية انتقلت بعدها اللجنة المشكلة الى السراي حيث عقدت اولى جلساتها لصياغة البيان الوزاري واستكملتها باجتماع ثان عقد امس.
كل المعلومات تؤكد بان مسودة البيان الذي كان قد صاغها فريق عمل ميقاتي اللصيق به، واتفق على ابرز بنودها مع رئيس الجمهورية منجزة، وما الاجتماعات التي تعقد، ولو انها لا تزال محصورة باثنين وثالث يعقد اليوم، الا اجتماعات شكلية ، «فالبيان خالص مخلص» على حد تعبير مصادر متابعة، علما ان اجتماع اللجنة المقرر اليوم سيكون مبدئيا الاخير لصياغة المسودة النهائية تمهيدا لجلسة حكومية تناقشها فتقرها، وبالتالي تكون حكومة ميقاتي انجزت البيان بجلسة «تالتة ثابتة» وبسرعة قياسية.وهنا لفت تأكيد بعض الاوساط التي تتواصل مع ميقاتي بان الاخير عازم على الانجاز واختصار الوقت وهو لن يقبل ان يسجّل انه ترأس حكومة في اصعب ظرف وفشل في تحقيق المطلوب!
وبالعودة الى البيان الوزاري، بات معلوما انه سيكون مقتضبا وموجّها بالدرجلة الاولى للمواطنين يحاكي وجعهم اليومي ، فيما الاستراتيجيات الكبرى متفق مسبقا عليها.
فسلاح المقاومة الذي كان يشكل نقطة خلاف استراتيجية بين مختلف مكونات الحكومة، ومعه عبارة الجيش والشعب والمقاومة سيتم مقاربته من باب ان يتم استخدام العبارة نفسها التي استخدمت في السابق، اي في حكومات الحريري وحسان دياب، كما ان البيان سيتضمن بحسب المعلومات بندا حول اهمية استعادة الثقة في العلاقات مع مختلف الدول لاسيما العربية.
وفيما يتوقع ان تنتهي اللجنة من صياغة البيان اليوم، فيتوقع ايضا ان تعقد الحكومة اجتماعا الخميس او الجمعة لاقراره كما اكدت مصادر وزارية.
وفي هذا السياق، كان لـ «الديار» حديث خاص مع الوزير الذي اشعل مواقع التواصل الاجتماعي بين من رحّب بتوزيره، وكان غالبية اعتبرت انه الرجل المناسب في المكان المناسب، وآخر منتقدا لمواقفه السياسية السابقة ولما قاله من مطار بيروت فور عودته بعيد تسميته وزيرا للاعلام،عندما تمنى على وسائل الاعلام الا تستضيف من يتعمّد اظهار البلاد وكأنها ذاهبة الى الخراب، باعتبار ان المطلوب هو نفحة أمل.
هو الوزير الذي اثبت قوته الاعلامية النابعة عن تجربة طويلة في الحقل الاعلامي لم تقتصر على لبنان، بل بلغت اهم الدول العربية والاوروبية، فبات اسمه يصنع الحدث ، اينما حلّ، لا العكس، على غرار كثر، اعلامي مخضرم، ليس بعيدا عن السياسة ، هو المتمرس فن اتقان اللعبة الاعلامية ومعها السياسية، وبدا واضحا انه «مالك القصة والشغلة ملعبو» ، «واثق الخطوة يمشي ويتحدث ملكا» منذ ان تلا اول بيان صادر عن اولى جلسات مجلس الوزراء في بعبدا، انه باختصار جورج قرداحي ، وزير الاعلام الجديد، الذي ابدى في حديثه الخاص مع «الديار» تفاؤله بامكان ان تنجز هذه الحكومة شيئا ما للبنانيين، موضحا ان هذا ما استشفه من مناقشات مجلس الوزراء والجو بين مختلف اعضاء الحكومة الجدد، كما ان ما لمسه من عزيمة واضحة وتخطيط لدى كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي يظهر «اننا على الطريق الصحيح انشاء الله».
اضاف: «ان شاء لله هالحكومة برضى الله تحقق آمال اللبنانيين على الاقل بالمدى المنظور»!
هل تكون اليوم الجلسة الاخيرة للجنة صياغة البيان الوزاري؟ يجيب قرداحي: «نعم مبدئيا اجتماعات اللجنة تنتهي اليوم ، ويتوقع ان تجتمع الحكومة لمناقشة واقرار البيان الوزاري الخميس ، على ان تكون جلسة الثقة النيابية مطلع الاسبوع بين الاثنين او الثلاثاء».
ماذا عن سلاح المقاومة وعبارة الجيش والشعب والمقاومة؟ يرد قرداحي بالقول: «ما في مشكلة ، تبقى العبارات القديمة نفسها».
اما عن استعادة ثقة الدول العربية بلبنان ، والحرص على افضل العلاقات مع مختلف الدول ولاسيما الشقيقة ، فيشير قرداحي الى «ان البيان سيتضمن بندا حول الحرص على هذه العلاقات»، مذكرا بما قاله ميقاتي منذ اليوم الاول باننا «سنعمل على إعادة التواصل مع محيطنا العربي».
واكد قرداحي «وجوب العمل للوصول الى هذا الهدف»، متطرقا للانتقادات التي طالته فور تصريحه من مطار بيروت الى حد اتهامه بقمع الحرية الاعلامية، فاوضح مجددا انه كان يناشد الاعلام كي يرحم «العالم التعبانة» ، ولم يفرض شيئا على اي احد. اضاف : «انا لا الوم الاعلام ابدا بل من يسعى عبر الاعلام لاظهار صورة غير مشجعة عن لبنان، وهذا قد يؤثر بصورة لبنان عند العرب».
انتُقدت كثيرا فور الاعلان عن اسمك لوزارة الاعلام على موافقك السابقة المؤيدة علنا والتي تمدح الرئيس السوري بشار الاسد والامين العام لحزب الله السيد نصر الله، حتى ان البعض بلغ حد القول انها حكومة ايران وسوريا في لبنان، فكيف تعلق؟يجيب قرداحي سريعا وبكل ثقة: « لم ابدل مواقفي وهي معروفة ، ولا مجال اصلا للرد، فقد ثبت انني كنت على حق بكل المواقف التي اعلنتها سابقا ولا ازال عندها، حتى انه ثبت ذلك لمن كانوا يعارضونها»!
وعن التمثيل السياسي الحكومي لجورج قرداحي، وهل يمثل رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية على الطاولة الحكومية؟ بصريح العبارة وبثقة مطلقة قالها قرداحي: «انا امثل سليمان فرنجية وهو من رشّحني وفخور بذلك، وانا اكن له كل محبة واشكره على الثقة التي اولاني اياها، وانا معه!
ولكن فور توزيرك قال بعض الجمهور العوني وبعض المسؤولين ان جورج قرداحي ليس ضدنا، وكان سابقا يميل لرئيس الجمهورية ، هنا رد قرداحي بالقول: «لا ازال احترم رئيس الجمهورية ونضاله الطويل، لكن من رشحني هو سليمان فرنجية».
وعن المشاريع التي يفكر بها للوزارة وعن تلفزيون لبنان، تريّث الوزير «الممسك بفن اللعبة الاعلامية» قبل اعطاء اي تفاصيل، واشار الى انه بدأ بدرس كل الملفات، وانه اجتمع مع الوزيرة منال عبد الصمد التي اطلعته على الملفات التي بين يديها، مؤكدا «ان هناك ملفات تحتاج لاعادة درس ومعالجة بالعمق ، سنرى ما الحلول الانسب والطريقة الافضل لتطبيقها لوزارة الاعلام وللبنان!
وعن الموقع النيابي بعد الحكومي، هل سينتقل جورج قرداحي مستقبلا من الوزارة الى النيابة فيترشح في كسروان؟ رفض «الاعلامي المخضرم» ان يرد ، وقال بحنكته المعهودة «هذا البحث بغير اوانه ، بعد ما استلمنا الوزارة لنحكي بالنيابة، خلينا نبلش بالوزارة وبعدها لكل حادث حديث، فادعوا لنا بالتوفيق»!
المصدر : جويل بو يونس – الديار