موسم زيت الزيتون على الأبواب… الهوّة كبيرة بين الأسعار وقدرة الناس
لا يخلو بيت لبنانيّ من زيت الزيتون، الذي يُعدّ من أساسيّات السفرة اللبنانية، لكن مع ارتفاع سعر صرف الدولار، وما تبعه من ارتفاع جميع الأسعار، كم سيبلغ سعر التنكة هذا الموسم؟ وهل بإمكان المواطنين شراءها أم ستصبح من الماضي، وسيقتصر الأمر على شراء قارورة زيت، والتقليل من الكمّية المستخدمة؟
هوّة كبيرة
الشهر المقبل، موعد قطاف الزيتون بحسب ما قال رئيس “تجمّع المزارعين والفلّاحين” ابراهيم ترشيشي، الذي أمل بموسم واعد كون “الطقس الحاليّ يلائم الزيتون، والسنة الماضية لم يكن الموسم جيّداً، لكن يبقى أن يتمكّن الفلّاحون من تصريف إنتاجهم في ظلّ الوضع الصعب على الشعب اللبنانيّ”، وفيما إن كان سيُسمح لهم بتصدير إنتاجهم إلى الخارج، تطبيقاً للقرار الذي سبق أن أصدره وزير الزراعة السابق، أجاب ترشيشي “بالتأكيد، فلا يمكننا وقف التصدير لتخفيض الأسعار كي يتمكن المستهلك من شراء المنتج، بل على الدولة رفع مدخول المستهلك، إذ يفرض على المزارع أن يحصل على كلفة إنتاجه، لكي يستطيع الاستمرار في عمله”.
وتطرّق ترشيشي إلى الهوّة الكبيرة بين المستهلك اللبنانيّ وكلفة الانتاج، والتي يمكن ردمها من خلال أمرين: “دعم المستلزمات الزراعية، وهي الأسمدة والأدوية والبذور، وإن كنّا نعلم أنّ قضية الدعم في لبنان لا يمكن تنظيمها، الأمر الثاني هو أن يتمّ رفع دخل الفرد، وتجري محاولة القيام بذلك من خلال البطاقة التمويليّة أو من خلال رفع الأجور أو المساعدات التي تقدّم للمحتاجين”.
سعر تنكة الزيتون في الوقت الحالي يتراوح كما قال ترشيشي “بين مليون ومليون و200 ألف ليرة، في حين كانت تُباع السنة الماضية بين 400 الى 600 ألف ليرة، ولا نعلم كم ستصبح في الموسم الجديد”.
قلق كبير على الموسم
معاصر الزيتون في لبنان بدأت التحضيرات لاستقبال الموسم الجديد، وسط قلق كبير ينتاب أصحابها، فكلفة التجهيزات لبدء عصر الزيتون بالدولار، أمّا البيع فبالليرة اللبنانية. ميشال أنطوان الحاج، مالك معصرة في المنصوريّة أكّد لـ”النهار” أنّ “التنك الفارغ، غالون البلاستيك، الأوعية التي يوضع فيها الزيتون، وزيت الآليات، والآن المازوت، كلّ ذلك ندفع ثمنه بالدولار”.
وصل سعر تنكة زيت الزيتون في السوق كما قال الحاج إلى مليون ونصف المليون ليرة، أي أنّها باتت تعادل سعر تنكة الزيت النباتيّ، في حين كانت تباع الموسم الماضي بـ400 ألف ليرة”، وأضاف “لا أعلم ماذا سيفعل الشعب، وكيف سيتمكّن من شرائها”، وفيما إن كان يخشى من كساد الموسم أجاب “نحن نعصر للزبائن كميّات أكثر من الكميات التي نعصرها من الزيتون الذي نشتريه.”
وشدّد الحاج “لا يوجد دولة لكي تساعدنا، أو على الأقلّ لتؤمّن لنا المازوت، منذ سنوات ونحن نسمع عن مساعدات ستقدّم لنا من هنا وهناك، من دون أن يترجم أيّ من الوعود على أرض الواقع”.
ملفّ مرتبط بكلّ الأزمات
التخبّط كبير هذا الموسم بحسب ما قاله معتصم نور الدين، الذي يملك وعائلته حقل زيتون ومعصرة في بلدة الهبارية قضاء حاصبيا، لإنتاج زيت “زيتون” وشرح “ملفّنا مرتبط بكلّ الأزمات التي تمرّ على لبنان، بالدولار، البنزين للنقليات، المازوت للمولدات، موادّ أوليّة كالتنكة التي نعبّئ فيها الزيت، نحاول تمرير الموسم بالتي هي أحسن، اذاً لا يمكننا إغلاق باب رزقنا، حتّى وإن تكبّدنا خسائر، فلدينا موظّفون”، لافتاً إلى أنّ “موسم الزيتون هذا العام أفضل من الذي سبقه، وهو موسم لا بأس به”، وعن الأسعار المتوقّعة للتنكة أجاب “تبدأ من 70 أو 75 دولاراً”.
صرخة واحدة
المشاكل واحدة عند كلّ أصحاب المعاصر، والصرخة ذاتها نقلها فريد صفير صاحب معصرة في جعيتا، وعلى رأسها “الدولار” وقال “التصنيع، الصيانة، الشحن، زيوت المولّدات كلّها بالدولار، فيما نبيع بالليرة اللبنانية”، وعن الذي يطلبه من الدولة لمعالجة الأمر أجاب “أيّ دولة؟ هل توجد دولة؟ فلتؤمّن الدواء والطبابة لمواطنيها أولاً، ومن ثمّ تنتقل إلى ملفّات أخرى”.
وأشار صفير إلى أنّ “موسم الزيتون والزيت ضبابيّ، لا نعلم هل سيكون المواطنون قادرين على الشراء بأسعار مرتفعة”.
المصدر : أسرار شبارو – النهار