نشرت ’العهد’ مأساته فحررته وزارة الصحة
عند الساعة العاشرة الا ربعاً من صباح الجمعة، نشر موقع “العهد الإخباري” خبراً عن عائلة طفل تناشد وزير الصحة اخراج ابنها المحتجز في إحدى مستشفيات زغرتا. لم تمض ساعة ونصف حتى هاتف مكتب الوزير الموقع مستفسراً عن الحالة الإنسانية تلك. الوزير وائل أبو فاعور أوعز لمستشاريه وفريق عمله الخاص بالتحرك لإنقاذ الطفل حسن سليمان المحتجز بجرم انتمائه للطبقة المعدمة في المجتمع. الرضيع الذي لم يتعدَّ عمره الشهر حُرم حق العودة الى أحضان أمه وأبيه بذنب لم يقترفه. شاءت الأقدار أن يولد بين عائلة لا تملك قوت يومها قبل أن تملك مستحقات علاجه. تماماً كما شاءت الأقدار أن يسمع به من تحرّك لإعادته الى كنف أسرته الصغيرة. فماذا يروي السيد أسد لـ”العهد” عن طفله الرضيع؟.
وُلد حسن ضمن عائلة فقيرة تقطن داخل غرفة واحدة في منطقة جبل محسن. عشية رأس السنة الجديدة، لم يكن يبلغ من العمر عشرة أيام، حين لاحظ الأهل أن الرضيع يعاني ضيقاً حاداً في التنفس وعوارض جرثومية، فتوجهوا به الى المستشفى الحكومي في طرابلس. الأخيرة شكت من سوء حالته رافضةً استقباله لأسباب تتعلّق بتعذر التجهيزات المناسبة لعلاجه. توجّه الأب ترافقه الأم الى مستشفى في زغرتا. تكاليف العلاج باهظة. حالته تتطلب مليون ليرة في اليوم، يتقلّص المبلغ ليصبح مئة دولار على نفقة وزارة الصحة. ضاقت الدنيا في وجه الأب العاطل عن العمل بعدما خسر مهنته كخياط. أسئلة كثيرة دارت في رأسه وهو يشاهد فلذة كبده يتألم أمام عينيه، ولا يستطيع فعل شيء له. لحظات امتزجت فيها البدايات مع أفق النهايات في فكر وعقل أسد. من أين يؤمّن المال وهو لا يستطيع توفير الحاجات الأساسية لأسرته؟. لم يكن أمام الرجل سوى إدخال طفله المستشفى وبعدها لكل حادث حديث.
أدخل الرضيع غرفة الإنعاش 16 يوماً. تراكمت فاتورة العلاج على كاهل الأب لتبلغ أكثر من 1500 دولار. تحمل البعض من ذوي الأيادي الخيرة جزءاً ليبقى على كاهل الوالد 1000 دولار لا يملك عشرة منها. فما كان من أمر المستشفى إلا أن تحتجز الطفل حتى تأمين المبلغ. ناشد الأب وزير الصحة عبر “العهد”، فاستجاب الأخير لطلبه. لم يرُق لأبو فاعور “خبرية” احتجاز الطفل، فتعاطف مع الحالة طالباً من فريق عمله التحرك العاجل، وفق ما أكّد فريقه الإعلامي لـ”العهد”. مكتب الوزير تواصل مع والد الطفل مستفسراً عن تفاصيل الحالة، ليبادر بعدها للاتصال بالمستشفى. تحملت الوزراة تكاليف العلاج، فأخلي سبيل الرضيع. السيد أسد لم يجد الكلمات المناسبة لشكر وزارة الصحة على هذه اللفتة الإنسانية الكريمة. خبر الإفراج عن طفله أثلج فؤاده وجعله يُردّد “لا تزال الدنيا بألف خير”.
نشر هذا المقال للاعلامية فاطمة سلامة على موقع العهد الاخباري الالكتروني
لمشاهدة نص المقالة في موقع العهد الاخباري إضغط هنا