لهذا يجب أن تمدح ابنك/ابنتك عندما يخفق في اختبارات مدرسية!
يشعر الطالب الذي يحصل على درجات ضعيفة سواء في الاختبارات الشهرية أو النهائية، بخيبة أمل مضاعفة بسبب سوء النتيجة ثم رد الفعل المتوقع من الأب والأم. ومن الممكن أن تؤدي ردود الفعل الغاضبة لزيادة تدهور الموقف في حين أن مراعاة بعض الأمور تساهم في خروج الطالب من هذا الموقف بفوائد عديدة.
وينصح الخبراء في هذه الحالة، بالبدء بمدح الطفل على أفضل النتائج التي حصل عليها أولا، إذ أن البدء بالمدح يزيد من ثقة الطفل أو المراهق في نفسه. لكن هذا لا يعني على الإطلاق تجاهل النتائج الضعيفة التي حصل عليها التلميذ، بشرط الابتعاد عن النبرة الغاضبة والصوت المرتفع، وفقا لتقرير نشرته صحيفة “برلينر تسايتونغ” الألمانية.
وليس من الخطأ المبالغة في الثناء على الطفل رغم سوء علاماته، وربما أيضا الترتيب لهدية له كمكافأة على العلوم التي أدى فيها بشكل جيد أولا قبل الحديث عن العلامات السيئة. ويحذر الخبراء من استخدام عبارات اللوم التي تقلل من قيمة الطفل أو تضعه في مقارنة مع من هم أفضل منه من التلاميذ.
ومن المهم، وفقا لنقله موقع “سكويو” الألماني، أن يراعي الأب والأم في هذه الحالة، التركيز على المواهب التي يتسم بها التلميذ، والتي لا يشترط أن تكون مرتبطة بالتحصيل المدرسي وإنما ربما تكون موجودة في مناحي الحياة الأخرى كالرياضة والفنون أو حتى العلاقات الاجتماعية وطريقة التعامل مع الغير.
ويعتبر البحث عن الأسباب، هو أفضل وسيلة للتعامل مع العلامات السيئة للتلميذ بدلا من توجيه اللوم إليه. وينصح خبراء علم النفس بضرورة الحديث مع التلميذ لتحديد سبب ضعف علاماته وما إذا كانت مرتبطة بشعوره بضغط عصبي معين أو عدم اهتمامه بهذا العلم أو ربما قلة التركيز أثناء المحاضرات المدرسية. كما ينبغي معرفة علاقة التلميذ بمعلمه لاسيما وأن المعلم هو في الأغلب المفتاح الأهم لحل هذه المشكلة.
وتتنوع الحلول الممكنة لتعويض هذه العلامات السيئة، بحسب عمر التلميذ مع أهمية وجود الدافع لدى الطفل أو المراهق نفسه. وربما تساعد الحصص الإضافية (الدروس الخاصة) أو تنظيم أوقات المذاكرة في تحسين أداء التلميذ في بعض العلوم.
رب ضارة نافعة
ردود الفعل السلبية المبالغ فيها لا تؤدي لنتائج إيجابية لا بالنسبة للطفل ولا حتى للأب والأم، فالغضب عند رؤية شهادة علامات الابن أو الابنة، يؤدي بدوره لارتفاع هورمون الضغط العصبي بالجسم وبالتالي يتأثر القلب والدورة الدموية بشكل سلبي. ونتيجة لكل هذه الأمور، فإن رد الفعل المتعقل هو الحل الأنسب للوقوف على أسباب المشكلة ومن ثم حلها.
كما تقول الحكمة، فإن رب ضارة نافعة، إذ يمكن أن يستغل الأب أو الأم هذا الموقف لنقل خبرتهما الحياتية للطفل لاسيما فيما يتعلق بتجربتهما مع التعليم ومع مراحل النجاح والإخفاق فيه أو في جوانب الحياة المتنوعة بشكل عام. ويضمن التعامل السليم مع هذا الموقف، تعلم الابن أو الابنة مواجهة مواقف الفشل في الحياة والوقوف على أسبابها ثم تجاوزها بأفضل طريقة وهو موقف يتعلم فيه الطفل أيضا للمرة الأولى معنى المسؤولية بشكل فعلي. وربما توفر تجربة النتائج السيئة في الاختبارات، فرصة مميزة ليتعلم الطفل درسا مهما في الحياة وهو أنه “لا يوجد شخص كامل في الحياة” وأن الإخفاق في أمر ما في الحياة، لا يستدعي إطلاقا الشعور بالفشل أو النقص.