“لا شغلة ولا عملة” لدى الموظفين في السوبرماركات سوى إعادة التسعير.. الأسعار تختلف بين الصباح والمساء!
إنها الفاتورة وما أدراك ما الفاتورة التي صارت في السوبرماركت أشبه بوصف ” الفزع” بعد تقلبات الاسعار والتي تعاظمت ارقامها مع وصول سقف سعر صرف الدولار الى ارقام تاريخية لحدود 29الفاً، فـ”ولائم” أيام العز في فترة اعياد الميلاد ورأس السنة تحوّلت إلى “طبق مرّ” في البيوت التي يسكنها القلقُ من الآتي في زمنِ الشح والإنهيار والوعود الانقاذية الكاذبة.
تقف ليندا التي تشكو من أسعار أحد المتاجر بعدما خرجت منه بكيسٍ واحد، اذ تلفت إلى أن هذا المتجر رَفَعَ أسعارَه بشكل غير منطقي، وتقول : عند الصباح اتيت كان السعر مختلفا واقل بكثير. بما ينمّ عن إستغلاله الأوضاع ليراكم أرباحه من جيوب الفقراء، موضحةً أنها لم تقترب من البضائع غالية الثمن، بل اشترت بعض السلع “الرخيصة” والموضّبة على شكل عروضات.
فعلاً، “لا شغلة ولا عملة” لدى الموظفين في السوبرماركات سوى إعادة التسعير- أما المواطن فـ “لا شغلة ولا عملة” لديه سوى التفكير كيف سيحصل على السلع التي يستهلكها بتسعيرة أقلّ وبالأموال القليلة التي يحويها في محفظته والتي انعدمت قيمتها، نظراً الى تفاوت الأسعار بين سوبرماركات وأخرى.
لا من يلاحق أو يهتم، وبين هذا وذاك “داخ” المواطن اللبناني المسكين الذي أكلوا عرقه ويتناتشون أشلاءه ويهددونه، مع كل إشراقة شمس، بأنّ الآتي أعظم.
ولكن للأسف لا حكومة كي تتحرك ولا تفعيل لعمل الرقابة “الكل فاتح على حسابو” ولم تنجز اية إصلاحات. وبما أنّ لبنان في حالة “غيبوبة” وسبات عميق كما ان المسؤولين مشغولون “بتطيير” القاضي طارق البيطار والحؤول دون استكماله التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، في اكبر الملفات اجراماً ودماوة في تاريخ لبنان وغير مهتمين بمعالجة الازمة .
اذاً “هستيريا” فرضت واقعها، بسبب الإرتفاع الجنوني لسعر الدولار وخشية المستهلك من جشع بعض التجّار لتحقيق المزيد من الأرباح. يبقى المشترك بينهما الخوف من المستقبل ومن الجوع الذي ينهش عظام الطبقتين الفقيرة والمتوسطة.