بمناسبة ذكرى استشهاد القادة الشهداء كتبت رحاب دقماق – إليك أم ياسر
في غسق الليل ..مع الدعاء..مع الابتهال والرجاء..كم طال الإنتظار يهدهد مضجعك-أم ياسر-ويسلب منك الرقاد…
بين طيات الكتب،وفي اعماق الوجود.. كم تأملت؛حقا” إن الوصول إلی معدن العظمة أمنية في فؤادك تسري..والعروج الی الله سفر طويل لا يدرك إلا بالتعلق بأهداب النور،ونيل الشهادة…
تألقت نفسك فرحة للقاء،وزهت بأبهی حلة صاغتها روحك المتعطشة دوما” وابدا” ؛ للارتواء والمسرعة الی سلم العلياء … للملكوت مع الأولياء والصديقين والشهداء في مقامات قدسية ومنازل روحية .
كانت الشهادة تعدو الخطی ،فتأجج نارا” لهيبا” واشتياقا”.
يا لطول طريق اجتازتها -أم ياسر -يا لبعد المسافات من النجف الی النبي شيت الی تلال عاملة ، طواها واسرج فتيلها عمق الولاء لله… فسقطت مخضبة بدم النصر والفداء ،معيدة للذاكرة قصص شهيدات عبرن علی مر الزمان وسجلن بكل فخر وإعتزاز مواقف جهادية في وجه قوی الباطل والطاغوت.
… يا سيدة المقاومات …
يا لجرحك المنساب فوق أرض الجنوب،يا صرخة الزمن الحاضر في عصر الإستبداد والنفاق ، والهيمنة الإستكبارية والإجرام اليهودي
لقد ساهمت بعملية النهوض في مجتمعنا عبر بناء الجيل الناشئ من الفتيات،فكان لروحك الدائبة المعطاءة ولمسيرتك الجادة ابعد أثر في العمل والتفاني امام حضرة المعبود جل جلاله… فمن درس هنا الی محاضرة هناك ،الی مشاركة الزوج الشهيد في معايشة قضايا الامة …الی الدور الاجتماعي لمواساة عوائل الشهداء والأسری والجرحی والمعاقين…
هكذا كانت مسيرتك دائمة التوهج الی ان توجت بعطر الشهادة .