في لبنان | نادل في مطعم يروج المخدرات والمراسلات الهاتفية فضحت السعر ونوع’ البضاعة’
كتب المحرر القضائي:
في محلة البربير- رأس النبع، أوقفت دورية أمنية المتّهم بلال.ر(فلسطيني) على متن سيارة من نوع كيا عُثر بداخلها بعد تفتيشها على المضبوطات الآتية: دفتر لفّ، علبة بلاستيك لها غطاء بني تحتوي على قطعة كبيرة من باز الكوكايين وثلاث قطع صغيرة، كيس نايلون بداخله حشيشة الكيف بحجم حبة الجوز، كيس نايلون بداخله قطعتين من حشيشة الكيف بحجم حبة الجوز، زجاجة صغيرة لها ثقب في الأعلى ورأسها ملفوف بقطعة الومينيوم، نارجيلة صغيرة الحجم على رأسها سانيتا ورأس نارجيلة فارغ ملفوف بقطعة سانيتا، حنجوران من دواء أمينوفيلين( علاج أعراض الربو والتهاب الشُعب الهوائية) يحتويان على ٨٨ حبة بيضاء، ومبلغ ٣٦٠ دولاراً أميركياً و٦٥٠ ألف ليرة لبنانية، وقد قامت الدورية بتسليمه مع المضبوطات بالإضافة الى جهاز خليوي نوع آيفون الى عناصر فصيلة البسطة.
وبالإستماع اليه، أفاد أنه يتعاطى باز الكوكايين والحشيشة منذ شهرين، وهو يشتري مادة الباز من الهرمل من شخص يُدعى ربيع.ع(لبناني) لقاء مبلغ مئة دولار أميركي للغرام الواحد، وأنه يشتري حشيشة الكيف من مخيم شاتيلا من شخص يُدعى رشيد.ب (مكتوم القيد) لقاء مبلغ ٢٠ ألف ليرة لبنانية، وأن مادة باز الكوكايين المضبوطة معه داخل العلبة زنتها نحو ثمانية غرامات، وهو يستعمل النارجيلة لتعاطي الحشيشة، والزجاجة لتعاطي باز الكوكايين، وأنه لا يقوم بترويج المخدرات، وأن حبوب ودواء الأمينوفيلين هي لعلاج دواء الربو فقط.
وبالتوسّع في التحقيق أمام مكتب مكافحة المخدرات المركزي، تبيّن وجود ملف سابق بحق المتّهم بجرم تعاطي المخدرات في العام ٢٠١٤، كان أفاد فيه أنه بدأ بتعاطي المخدرات منذ العام ٢٠١١، وأنه يتعاطى مادتي باز الكوكايين وحشيشة الكيف، وأنه يستحصل على الحشيشة من المدعو رشيد.ب الملقب بأبو موسى من مخيم شاتيلا، ويشتري منه ٢٥ غراماً من حشيشة الكيف لقاء مبلغ ٥٠ ألف ليرة لبنانية، وأنه يستحصل على باز الكوكايين من المدعو رببع.ع من محلة الهرمل، ويشتري منه غرام باز الكوكايين بمبلغ ١٠٠ دولار أميركي، وقد إشترى منه كمية مقابل ألف دولار أميركي لعشرة غرامات، وأنه لا يقوم بترويج المخدرات.
وتبيّن من الإطلاع على هاتفه وجود محادثة بينه وبين ربيع المحفّظ على ذاكرة الهاتف، وصور حوالات مالية منه الى المدعو محمد.ع، ولدى سؤاله عن الأمر أفاد أن ربيع كان يطلب منه تحويل ثمن المخدرات التي يشتريها منه على إسم الأخير، كما تبيّن وجود حوالات عديدة مرسلة بتواريخ مختلفة، بعضها كل يومين بمبلغ مليوني ليرة لبنانية، ولدى سؤاله عن الأمر، أفاد أنه كان يرسل للمدعو ربيع.ع مبلغ زيادة عن الذي يطلبه منه لكي يرسل اليه في المرة المقبلة مادة باز الكوكايين، مضيفاً أنه استحصل على مبلغ قدره عشرة ملايين ليرة لبنانية من إحدى الجمعيات.
وتبيّن وجود محادثات عدة بينه وبين التاجرين ربيع ورشيد، وأن الأخير أرسل اليه صورة لمادة بودرة داخل علبة بلاستيكية، ولدى سؤاله عنها، أفاد أن رشيد أرسلها اليه كي يشتري منه الكوكايين، مفيداً عن تواصل متكرّر بينه وبين تجار مخدرات كون هؤلاء يريدون أن يكونوا أصدقاءه، وأنه يتعاطى عشرة غرامات باز الكوكايين كل يومين، وعُرضت عليه صورة عائدة للمتّهم ربيع.ع فتعرّف عليه بنسبة ٧٠%.
وبمراجعة ملفات مكتب مكافحة المخدرات المركزي، تبيّن أن المدعو رشيد.ب مطلوب وبحقه ثلاث ملاحقات من العام ٢٠١٧ حتى العام ٢٠١٩ بجرم تعاطي المخدرات وترويجها، وبحق المتّهم ربيع.ع ملاحقتين بجرم تعاطي المخدرات وترويجها.
وفي التحقيق الإستنطاقي، تخلّف كل من المتّهمين رشيد وربيع، فيما كرّر بلال أقواله السابقة، مضيفاً أنه تعرّف على المتّهم ربيع في أحد المطاعم في محلة الحمرا حيث يعمل بصفة نادل، وأنه كان يدفع ثمن الكوكايين للمتّهم ربيع عبر حوالات بواسطة الوسترن يونيون قرب منزله في صيدا، وأنه أرسل في شهر واحد مبلغ عشرة ملايين ليرة لبنانية.
وفي جلسة المحاكمة العلنية، تخلّف المتّهم رشيد.ب عن الحضور وقد ورد بحقه قرار المهل منفذاً أصولاً فتقرر محاكمته غيابياً واعتباره فارّاً من وجه العدالة، وقد حضر وكيل المتّهم ربيع.ع بموجب وكالة منظمة في ألمانيا، وتقدّم بمذكرة تبيّن تاريخ سفر موكله وحركة خروجه ودخوله من والى لبنان وصورة عن جواز سفره، مصرّحاً أنه غير الشخص المطلوب.
ومثّل المتّهم بلال الذي أنكر ترويج المخدرات أو الإتجار بها، مضيفاً أنه يعمل نادل مشروبات وراتبه مليونين ونصف المليون ليرة غير ” البراني”، وهو يعمل بدوامين في اليوم.
وبسؤاله عن حاجته الى ألف دولار كل يومين ما يعني أنه بحاجة الى ١٥ ألف دولار كل شهر، أجاب أنه قبض من جمعية مبلغ عشرة ملايين ليرة وأنه يجني كل يوم ” بخشيش” نحو ٥٠٠ ألف ليرة.
وتقرّر دعوة شاهد الحق العام المعاون مارك.م ومدير المطعم في الحمرا الشاهد طارق.ي، وتسطير كتاب الى مأمور النفوس في الهرمل لإعلام المحكمة عن عدد الأشخاص المسجّلين تحت إسم ربيع.ع وإسم الوالدة.
وفي جلسة المحاكمة بتاريخ ١٧/٥/٢٠٢١، حضر الشاهد طارق.ي الذي صرّح أن المتّهم بلال عمل في المطعم طيلة عشرة أشهر كان يتقاضى خلالها نحو مليون ومئتي ألف ليرة، وأنه أحياناً كان يعمل وقتاً إضافياً وأن ” بخشيش” ال ٥٠٠ ألف ليرة جائز في الشهر وليس في اليوم، ومن غير الممكن أن يكون مدخول المتّهم من المطعم ما بين ١٠ الى ١٥ ألف دولار أميركي.
ومع فتح المحاكمة، أودع مأمور النفوس في الهرمل جواب إستنابة يفيد عدم وجود سوى قيد واحد بإسم ربيع.ع.
هيئة محكمة الجنايات في بيروت برئاسة القاضي سامي صدقي حكمت بالإجماع بتجريم المتّهم رشيد.ب بجناية المادة ١٢٥/ مخدرات، وإنزال عقوبة الأشغال الشاقة به وغرامة ٥٠ ألف ليرة لبنانية، وإعتباره فارّاً من وجه العدالة، وتجريده من حقوقه المدنية.
وقضى الحكم بتجريم المتّهم ربيع.ع بالجناية نفسها، وإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة به وغرامة ٥٠ ألف ليرة لبنانية، واعتباره فارّاً من وجه العدالة، وتجريده من حقوقه المدنية.
كما قضى الحكم بتجريم المتّهم بلال.ر بجناية المادة ١٢٦/ مخدرات، وإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة به وغرامة ٥٠ مليون ليرة، وإدانته بجنحة المادة ١٢٧/ مخدرات، وحبسه سنداً لها مدة ثلاثة أشهر، وتغريمه مبلغ مليوني ليرة، وإدغام العقوبتين وحبسه مدة خمس سنوات وتغريمه مبلغ خمسة ملايين ليرة.
المصدر : لبنان 24