رغم هبوط سعر الدولار لاتزال الاسعار مرتفعة.. دعوة إلى اعتماد أسلوب ‘قاطع.. وافضح’
بين عاصفتين طبيعيتين، واحدة مضت وأخرى قادمة في غضون ايام، يعيش اللبناني تناقضات الحياة المعيشية بكل تفاصيلها، فرح بهبوط الدولار الاميركي مترافق مع آمال كبيرة بانخفاض الاسعار بعد الغلاء الفاحش الذي حرمه من شراء ابسط احتياجاته اليومية، بدءاً من قارورة الغاز وحبة الدواء الى ربطة الخبز وما بينهما من رسوم شهرية لا غنى عنها.
انخفاض الدولار في صيدا انعكس حذراً في حركة الصرافين والباعة الجوالين الذين ينتشرون بالعشرات في شارع رياض الصلح الرئيسي. الجميع فضّل الانتظار لتستقرّ حاله، مقابل تهافت كثيرين على الصرف قبل المزيد من الانهيار، لكن الخشية ان تكون استراحة بين عاصفتين ماليتين لتشليح الناس ما تبقّى لديهم من عملة خضراء.
ويقول الناشط في «حراك صيدا» وليد السبع أعين لـ»نداء الوطن»: «هذا الانخفاض وهمي، فرضه الظرف السياسي كما عند ارتفاعه، وأخشى ان يكون خدعة جديدة، لان المافيا التي تتحكّم باللعبة المالية ليست غبية، وتبتكر طرقاً لتشليح الناس ما لديهم من دولارات، ورغم ذلك نأمل ان يكون خيراً وينعكس على الناس انخفاضاً في الاسعار، ودعا الى اعتماد اسلوب «قاطع.. وافضح».
لعبة سياسية
ويجزم نقابيون ان الدولار في انخفاضه وارتفاعه «لعبة سياسية» وليست اقتصادية ارتباطاً بالاجواء السائدة، سواء كانت تفاهمات وتسويات موقتة او خلافات مستفحلة، ويؤكد رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في صيدا والجنوب عبد اللطيف ترياقي لـ»نداء الوطن» ان «لعبة الدولار سياسية، ولم تكن في يوم من الايام لمصلحة المواطن»، مضيفاً ان «الاجواء الايجابية لمعاودة انعقاد مجلس الوزراء وقرارات المصرف المركزي لعبت دوراً في انخفاضه، ولكننا نأمل الّا يكون تمهيداً لقرارات حكومية لرفع الرسوم والضرائب على المواطنين من خلال اقرار الموازنة الجديدة»، كاشفاً «اننا في الاتحاد العمالي العام طلبنا نسخة عنها ولم نزود بها حتى الآن، والمطلوب قرارات تعالج الازمات من جذورها، وترفع الرواتب وتحافظ على كرامة العمال والمواطنين، لا ترهقهم الضرائب تماشياً مع الانهيار الحاصل».
ويشبّه البعض في المدينة انخفاض الدولار سريعاً مثل «السهم والنبلة» كلما اشتد الى الوراء بقوة انطلق سريعاً ليصيب هدفه بمقتل. ويقول صالح كاعين :»اليوم نصفق للانخفاض وهو يلامس الثلاثة وعشرين الفاً، لقد خدعوا الشعب، رفعوه ثم خفضوه وكأنه انجاز كبير، وكأنه الحل من كل المشاكل».
ورغم الهبوط، ما زال أبناء المدينة يشكون من الغلاء الفاحش، والبطء في محاكاة الانخفاض، يتوقعون ان ينعكس الانخفاض بوضوح على المحروقات ومشتقاتها فقط دون باقي المواد، وسط مخاوف من ان يعاود ارتفاعه فجأة مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي النيابي واشتداد الخلافات والمنافسات ومحاولة استقطاب الشارع والناخب. ويؤكد احمد ناتوت «ان تصفيق اليوم سيكون مجرد استراحة بين عاصفتين سياسية وانتخابية وسيدفع الشعب الثمن مجدداً كعادته».
المصدر : محمد دهشة – نداء الوطن