ميقاتي وبهاء الحريري يخلطان الأوراق الإنتخابية !
“نشر “ليبانون ديبايت” لفادي عيد:
شكّل إعلان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بأن الإنتخابات النيابية سوف تحصل في موعدها، والذي أتى قبل ساعات معدودة على إعلان بهاء الحريري عن انخراطه في الحياة السياسية بشكلٍ مباشر، تطوّراً لافتاً سواء بالنسبة للإستحقاق النيابي، أو بالنسبة للمشاركة السنّية في هذا الإستحقاق، وذلك، على الرغم من الصدمة التي كانت سُجّلت في مطلع الأسبوع مع تعليق الرئيس سعد الحريري مشاركته في الحياة السياسية، وعن عزوفه عن خوض الإنتخابات النيابية المقبلة.
لكن هذا التطوّر، لا يعني استقرار الواقع “المُحتَقِن” والمُربَك على الساحة السنّية بشكل خاص، وعلى الساحة الوطنية عموماً، حيث تشير أوساط سياسية واسعة الإطلاع، أن مسار الإنتخابات قد بدأ يرتسم ميدانياً، فيما الصدمة التي أتت بعد إعلان الحريري، ما زالت تتردّد أصداؤها في كل المجالات المتّصلة بالإستحقاق النيابي، في ضوء توالي التسريبات حول إمكان أن تؤدي إلى عزوف الطائفة، وليس فقط جمهور تيار “المستقبل”، عن المشاركة في الإنتخابات النيابية في أيار المقبل.
لكن موقف رئيس الحكومة بالأمس، وانخراط بهاء الحريري في السباق الإنتخابي، سيعيد خلط الأوراق تحالفاً واقتراعاً، في الشارع السنّي على وجه الخصوص، وفق ما تكشف هذه الأوساط، والتي تتوقّع تجديد الزخم والحماسة لدى الناخبين للإقبال بكثافة مجدّداً على الإقتراع، مما يعني، ومن الناحية العملية، تهدئة حال الإرباك والضبابية التي سادت خلال الأيام القليلة الماضية، حيث أن كل الأطراف السياسية، والتي كانت حتى اليوم منشغلة بتحليل تردّدات غياب الحريري عن العمل السياسي، قد وجدت نفسها، أمام عملية مراجعة لحساباتها، بعدما تبدّلت كل القراءات والتوقّعات والدراسات السابقة حول حجم وتوجّهات الناخبين السنّة الموزعين على 25 دائرة إنتخابية.
وتجزم الأوساط السياسية نفسها، بأن تجاوز صدمة عزوف الرئيس سعد الحريري، لن يكون سهلاً، وإن كانت عشرات الشخصيات تستعدّ لمواجهة الواقع السياسي المستجدّ وانعكاساته على الإستحقاق الإنتخابي، وذلك، لن يقتصر بعد اليوم على جمهور وشارع تيار “المستقبل”، بل على كل القوى الحليفة أو المختلفة مع الحريري، إذ أن احتمال تعدّد اللوائح الإنتخابية بات شبه مؤكدٍ، وسيؤدي إلى تشتّت صوت الناخب السنّي، والتأثير على نسبة الإقتراع بطبيعة الحال في ظل غياب الأقطاب.
وعليه، فإن الإنتخابات النيابية حتى الساعة، قائمة في موعدها، كما أكد رئيس الحكومة، ولكن ترحيلها يبقى خياراً قائماً رغم معارضة المجتمع الدولي الذي ينظر إلى الإستحقاق الإنتخابي، كمحطة ومدخل لتغيير السلطة في لبنان.