كورونا يودي بحياة الطفل سجاد (5 سنوات) قبل أن يؤمنوا له غرفة عناية فائقة…. !!
“تحت عنوان “ابن الخمس سنوات توفّي بعد إصابته بكورونا… ساءت حالته بشكل كبير ولا أسرّة شاغرة للعناية الفائقة في بيروت”، نشرت النهار:
كان الطفل سجاد بلوق قابعاً في منزله بعد أن قيّده المرض وجعله عاجزاً عن الحركة، وُلد ابن الخمس سنوات وهو يعاني من #مرض الضمور العضليّ الذي يتسبّب في فقدان النسيج العضليّ تدريجيّاً، حيث تصبح عاجزاً عن الحركة.
كانت حالته الصحّية لا تسمح له كباقي الأطفال في اللعب والذهاب إلى المدرسة، ولكن على رغم من مكوثه في المنزل، أصيب بفيروس #كورونا لتكتب نهاية حزينة لحياة قصيرة.
منذ أيّام توجّه رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق وهو جدّ الطفل في رسالة مؤثّرة داعياً ” أريد أن أخبركم بأنّني فجعت بحفيدي الذي قضى نتيجة إصابته بفيروس “كورونا” رغم صغر سنّه، ولم نجد له سريرًا في المستشفى، وتواصلنا مع مستشفى في الجنوب ولكن وافته المنيّة قبل أن نتمكّن من نقله، فهو لم يستطع المقاومة بسبب ضعف مناعته.
لذا فإنّ ما يشاع بأنّ الفيروس لا يشكّل خطراً على الأطفال هو كلام غير دقيق. لذا أنصح الجميع رأفة بأهلنا وأولادنا وكلّ من نحبّ، أن نبادر لأخذ اللقاح وهو مجّانيّ في كلّ المراكز، ولا نستهتر بهذه الجائحة، حتّى لا نفجع بعزيز على قلبنا”.
نعرف أنّ الفيروس يبقى أقلّ خطراً على هذه الفئة تحديداً، إلّا الذين يعانون من مشكلات صحّية ومناعيّة كالسرطان والأمراض الذاتية قد يواجهون مضاعفات وربما خطر الوفاة… وهذا ما جرى مع الطفل سجاد الذي كان يعاني من مرض ضمور العضلات الذي أثّر على حالته وتسبّب بوفاته.
يتحدّث جدّه فؤاد بلوق لـ”النهار” قائلاً “كان طريح الفراش والمنزل نتيجة مرضه، لم يكن قادراً على الذهاب الى المدرسة، ولكنّ الفيروس وصل إلى داخل بيته. كان متعباً وغير مرتاح، فقرّر والداه إجراء فحص PCR ليتبيّن أنّه مصاب بالفيروس. عانى في اليوم الأول من حرارة مرتفعة، ثمّ انخفضت في اليوم التالي قبل أن يعاني في اليوم الثالث من سعال وتعب.
توجّه به والداه إلى المستشفى الحكوميّ في بعلبك حيث كانت حالته تتدهور بسرعة، وضع له الأوكسجين في انتظار تأمين سرير له في غرفة العناية الفائقة الخاصّة بالأطفال. ونتيجة تعذّر وجود عناية فائقة للأطفال في بعلبك وعدم وجود أسرّة في بيروت، نجحت العائلة أخيراً في إيجاد سرير له في مستشفى في الجنوب، إلّا أنّ الموت كان أسرع.”
أظهرت صورة الـCT-Scan ضرراً كبيراً في الرئتين، خصوصاَ أنّه يعاني من مرض الضمور العضليّ الذي يتسبّب بضعف عام في العضلات بشكل يؤدّي إلى عجز المريض عن الحركة. ومع تدهور الحالة، يصبحون عاجزين عن الحركة ثمّ عن التنفّس وصولاً إلى الوفاة مع تدهور الحالة أكثر.
لم يتحمّل جسد سجاد فيروس كورونا، هو الذي يصارع مرضه بجسده الضعيف، وهذا ما يشدّد عليه بلوق في رسالته بعد خسارة حفيده “الفيروس خطير على الأطفال والأولاد الذين يعانون من ضعف في المناعة، فهؤلاء لا يخرجون عادة من المنزل، ولكن على الناس أن تكون حذرة ومسؤولة حتّى لا يدفعوا ثمن مرضهم كما جرى مع حفيدي.
على الناس أن تتشجّع وتتلقّح حتّى لا يظلموا أولادهم، رأفة بهم وبحالتهم الصحّية، كورونا ليس خطيراً على الكلّ إلّا أنّه خطير على فئة، وعلينا أن نحرص على حمايتها حتّى لا تخسر عائلة أخرى طفلاً أو حفيداً أو شقيقاً بسبب الفيروس. ما زلنا في حاجة إلى توعية الناس على أهمية اللقاح خصوصاً أنّ نسبة التلقيح في بعلبك ما زالت متدنّية ولم تتخطّ النسبة في لبنان الـ50 في المئة”.
وحول مضاعفات الفيروس على الأطفال ونسبة الوفيّات لديهم، يشرح رئيس مركز أبحاث الأمراض الجرثوميّة في الجامعة الأميركيّة الاختصاصيّ في طبّ الأطفال البرفسور غسان دبيبو لـ”النهار”، أنّ الأولاد الذين يعانون من مشاكل صحّية في المناعة أو السرطان أو الرئة أو القلب أو ضمور عضليّ هم عرضة للمضاعفات وحتّى الوفاة في حال الإصابة بأيّ فيروس وليس فقط بفيروس كورونا.
أمّا بشكل عام، ما زالت نسبة المضاعفات عند الأطفال قليلة، وليس هناك من مؤشّرات على زيادتها وإنّما هناك زيادة في عدد الإصابات في صفوفهم. كما أنّ نسبة الوفيات أقلّ من 0.5 في المئة، وبالتالي ليس هناك داعٍ للقلق، ولكن ننصح بتلقّي اللقاح لمن هم فوق الـ5 سنوات، خصوصاً عند الأطفال الذين لديهم مشاكل صحّية.
ويُقسّم دبيبو المضاعفات إلى قسمين:
* المضاعفات عند الإصابة بفيروس كورونا: الجفاف سببه التقيّؤ والإسهال ونقص السوائل في الجسم، حيث يحتاج الطفل إلى دخول المستشفى وإعطائه المصل لتعويض هذا النقص في الجسم. في حين يعاني عدد قليل من الأطفال، (أي الأطفال الذين يعانون من مشاكل مناعيّة أو مشاكل صحيّة)، من ارتفاع في الحرارة لأيّام وتعب ونقص الأوكسجين، ويتمّ إدخاله إلى المستشفى لتلقّي العلاج اللازم.
* المضاعفات خلال الأسابيع التي تلي الإصابة بالفيروس: وتعرف هذه المضاعفات بمتلازمة ما بعد كوفيد عند الطفال أو الـMIS-C، وهي ناتجة عن خلل في الجهاز المناعيّ يؤدّي إلى ردّة فعل مناعيّة قويّة تُسبّب التهابات في القلب أو الكبد أو الرئة والجهاز الهضميّ. وتستوجب هذه الحالة علاجاً خاصّاً داخل المستشفى بعد اجراء فحوص دقيقة تؤكّد الإصابة بهذه المتلازمة.
صورة تعبيرية