‘ريّحني يا رب’… حكاية أمل بطلتها جيسّي | ‘السرطان ما بيخوّف’
“كتبت ايسامار لطيف في النهار:
لكلّ شخص منّا قدره الذي كُتب قبل أن يولد، وليس كلّ ما كُتب يُرضي الجميع، فبعض الحكايات تؤلم القلب وتُفطر الفؤاد… لطالما نقول “المهمّ الصحّة”، و”ما في أغلى من الولد”، فكيف إذا أتت ضربة الحياة على شكل مرض يُهدّد صحّة الولد وحياته؟ وما ذنب الأطفال أن يختبروا آلاماً ك#السرطان؟
حكاية جيسّي فخري لا تُشبه الروايات المعتادة لهذا المرض اللعين، بل هي أشبه بقصّة بطلة هزمت المرض بإيمانها وإرادتها، فتمسّكت بالحياة التي عوّضتها بخبر الشفاء بعد رحلة طويلة من المعاناة.
عند زيارة المستشفى نكتشف مدى سخرية القدر وسخافة الحياة، فأمام الألم وخوف انتظار النتيجة، يمرّ شريط العمر بلحظة وكأنّ الإنسان يعرف قيمة حياته عندما يوشك على خسارتها.
معاناة المرض وإرادة الحياة
“قلتلو يا رب ريّحني من هالوجع وخدني لعندك”، بهذه الكلمات تروي جيسّي لـ”النهار” عن درب الجلجلة الذي سلكته وهي في عمر الزهور، قبل أن يُذبل المرض جسدها النحيل بسبب مضاعفاته.
تقول البطلة الصغيرة: “الحياة رسالة، هذا ما آمنت به منذ صغري، أو بالمعنى الأصحّ منذ عام 2013، عندما توفّي والدي وأصبح ملاكاً في السماء، ممّا دفعنا إلى الانتقال إلى بيروت، بعدما تركت منزلي وقريتي التي نشأت فيها، لكي أنتقل إلى المدينة، حيث الحياة الجديدة والأشخاص الجديدون، الذين لم أستطع رؤيتهم كثيراً، إذ بدأت بعد أقلّ من سنة من انتقالنا وتحديداً في أيّار، بالشعور بوجع غريب في بطني، كان يؤلمني جدّاً، فأجريت الفحوصات اللازمة وتبيّن أنّني مصابة بتضخّم في الكبد والطحال، فعندها لم يخطر لي أبداً انّني مصابة بالسرطان”.
وتُضيف جيسّي: “أدخلوني إلى المستشفى، ولم أكن أعرف أنّها #مركز سرطان الأطفال، وفي كلّ مرّة كنت أرى أشقّائي وأمي، كانوا “يفرطون” بالبكاء وكأنّهم يودعونني، إلّا أنّه ذات يوم استعدت قواي، قمت لأمشي قليلاً في الأروقة، وهنا كانت الصدمة الحقيقيّة، يوم عرفت أنّني في مركز سرطان الأطفال!”.
غريبة هذه الحياة، في كلّ مرّة نعتقد أنّنا فهمناها تؤكّد لنا العكس، فما بين الخوف من #الموت والخوف من خوض غمار الحياة خيط رفيع، لا يعرف قيمته إلّا من تألّم، وهنا لا أعني ألم الحبّ أو الفراق، فكلّ آلام الدنيا تهون أمام ألم الجسد المتزامن مع اضطراب نفسيّ، حيث تارة تشعر وكأنّك ستعود إلى الحياة أقوى ممّا كنت، وطوراً تستسلم لليأس وتنتظر ساعتك… هذا ما شعرت به جيسّي، ولكم التخيّل!