جعجع | القوات اللبنانية لا ينتمي إلى المجموعة التي “ما بتسوا”
اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، خلال حفل تكريم نظمته مصلحة المعالجين الفيزيائيين في “القوات” للنقيب السابق طانيوس عبود، في معراب، أنّ “التشويش والتجارة في موضوع الأحزاب ومفهوم العمل الحزبي بسبب وجود خنفشاريين ووصوليين ومتنطحين وفوضويين يظهرون في الازمات، ونراهم اليوم في كل المناطق من بيروت الى بشري، يسوقون لفكرة أنّ كل الاحزاب “ما بتسوا”، متجاهلين أنّه على الأقل يوجد حزب واحد لا ينتمي إلى المجموعة التي “ما بتسوا” وهو حزب القوات اللبنانية”.
وأضاف: “الكلام بهذا الاسلوب ينم إما عن جهل مطلق أم عن سوء نية، وهذا على الأغلب، ويعود ذلك لأنّهم أما من الطامحين أو المتنطحين. فواحدة من مشاكلنا في المجتمع هي التنطح بهدف الرغبة لتحمل مسؤولية، لا مقومات لديهم اصلاً لاستلامها، لم ينجحوا بالوصول إليها على خلفية تواجد أحزاب كبيرة، فاستغلوا الوضع الذي يمر به لبنان والتي تتحمل نتيجته بعض الاحزاب لتحميل المسؤولية إلى كل الاحزاب عن سابق تصور وتصميم، محاولين بذلك ازاحة الاحزاب وايجاد مكان لهم على الساحة السياسية”.
وتابع: “إلى جانب الطامحين والمتنطحين، هناك أيضاً من يرغب بمهاجمة طرف أو حزب معين ولكن خوفاً من اتهامه بأنه مع الطرف الآخر يلجأ إلى مهاجمة الجميع، ناهيك أنّ هناك فئة تسعى للشعبوية وبالتالي هذا المنطق يؤذي الشعب اللبناني أكثر من المنظومة الحاكمة في البلد”.
وإذ أسف أنّ “الحملة التي شنت على الأحزاب تحت راية “كلن يعني كلن”، ضربت مبدأ اساسياً في المجتمع وهو العمل الحزبي”، شدّد على أنّ “ما من مجتمع ينجح بالنهوض من دون الأحزاب، فالعمل السياسي في كل المجتمعات المتحضرة قائم عليها وذلك امر طبيعي باعتبار أنّ الاحزاب هي مدارس وجامعات السياسة. فالسياسة مسار تحتاج إلى تدريب أكبر بكثير من المهن الاخرى، ولا يقوم بهذا التدريب إلا الاحزاب التي تحتاجها المجتمعات لخوض غمار السياسة فهي تضم مناصرين ومؤيدين ومحازبين، من مختلف شرائح المجتمع ومن كل المناطق، تطلع على مشاكلهم وهمومهم كما على حاجات مناطقهم فتقوم فرق عمل فيها بدراسات حول هذه المشاكل بهدف ايجاد حلول لها ووضع تصور لكيفية معالجتها، وهكذا يحضر الفرد للشأن العام. الامر الذي ينطبق على حزب القوات اللبنانية المتواجد في كل المناطق ويعيش مشاكل شرائحها كافة ويتابع همومها”.
وعن تكريم عبود، أشار جعجع إلى أنّه “كان نقيباً في مرحلة صعبة، وتوقع مساعدة اكبر من وزراء ونواب القوات ولكن “العين بصيرة واليد قصيرة” والعمل داخل الحكومة صعب جداً خصوصاً إذا كانوا اقلية فيها”، لافتاً إلى أنّ “ملف الكهرباء خير دليل على ذلك، فالقوات اللبنانية منذ عام 2016 حاولت استدراك ما حصل في هذا الملف لكنها لم تفلح رغم كل الدراسات التي عمل عليها نوابها ووزراؤها”.
وقال: “نخوض الانتخابات النيابية كي ننجح بتحقيق أمور أكبر واكثر في السنوات المقبلة. إذ أنّ النتيجة التي وصل اليها اللبنانيون اليوم سببها خيارهم في الإنتخابات عام 2018، بمنح الثنائي الشيعي والمقربين منه أكثر من 40 نائباً والتيار الوطني الحر 27 نائباً أيّ أكثرية المجلس النيابي”.
ونوّه بمصلحة المعالجين الفيزيائيين في “القوات”، معتبراً أنّها “من المصالح المثالية من ناحية تداول السلطات، فمنذ تأسيسها اتبع اعضاؤها هذا الموضوع وبات تقليداً متبعاً حتى اليوم”.