السنيورة ‘يطحش’ في الساحة الفارغة… وينتظر !
سلسلة من اللقاءات عقدها الرئيس فؤاد السنيورة في الآونة الأخيرة، ولذلك بهدف جوجلة أفكار هدفها عدم ترك الساحة خالية في ظل انكفاء تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري عن المشهد. ورغم أن السنيورة ينصت للطروحات التي تقدّم اليه عبر من يلتقوه، إلّا أنّه يبدو حاسمًا لخياره بالعمل انتخابيًا بما يتعارض مع توجّه الرئيس سعد الحريري.
حركة السنيورة هذه ستصب في آخر المطاف لجهة تشكيل لائحة في بيروت، وربّما في عدد من المناطق خارج العاصمة، من اجل تقديم “البديل” للسنة من الخط نفسه الذي تركه الحريري شاغرًا!
يتعاون السنيورة هنا مع عدد من الشخصيات التي دارت، وربما ما زالت تدور، في فلك تيار المستقبل. وبعيدًا عن الدخول بالأسماء يجب الوقوف أمام مقصلة الحسابات، حسابات الربح والخسارة في السياسة وخارجها.
بالطبع لا يبحث عن السنيورة عن منصب نيابي، بل يبحث عن دور كان بدأ بالتقلّص مع مرور السنوات، وعدم استساغة الرئيس سعد الحريري لمواقفه. لم يكن جسد المستقبل يتّسع للسنيورة في فترات طويلة، ولم تكن الساحة شاغرة لتستقبله. أمّا اليوم، فيبدو أن رئيس الحكومة السابق يريد أن يخطو خطوته نحو ساحة فارغة بانتظار اثنين: الناس والمشروع.
يقولها السنيورة بوضوح إنّ السعودية لا تدعم خطوته، ولا اي خطوة لأي شخصية أخرى. يسعى للتواجد لعلّ الظروف تتبدّل في الفترة المقبلة. يشيّع السنيورة في محيطه فكرة أن تشكيل كتلة ذات طبيعة سنيّة مدعومة من شخصيات عايشت الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعملت معه، قد يدفع القوى الإقليمية والخليجية تحديدًا، إلى اعتماد التواصل معها كقوة سياسية حاضرة وفاعلة في مواجهة حزب الله.
هل يقبلها الناس ويُقبلون عليها؟ سؤال جوهري. في بيروت يكاد يكون المشهد رماديًا بشكل كبير. الفراغ الذي تركه تيار المستقبل لا يمكن للسنيورة أن يملأه.
الرفض الشعبي لأي حالة تقدّم نفسها بديلًا عن الحريري لا يزال بأوجّه. الرهان على أن تخمد حماسة الرفض، وأن يعي البيارتة، وفق أصحاب هذا الطرح، أنّ عدم ملئ الفراغ بمن يشبههم يعني أن حزب الله سيأخد الأمر على عاتقه، وهذا ما يراهن عليه السنيورة ومن يجتمع معه في هذا التصوّر.
وبعيدًا عن لهفة السنيوة “لعدم ضياع السنة”، هناك من يقول إنّ سعد الحريري كزعامة لم تنته رغم الإنكفاء. قد يكون بحاجة لكتلة رديفة لا يتزعمها ولا يدعمها بنفسه، بل تكون موجودة كأرضية ودعم في حال قرر العودة إلى الحياة السياسية قبل الاستحقاق الانتخابي المقبل، وأنّه رغم كل بيانات المستقبل فإنه مرتاح لحركة الترشّح من أعضاء الكتلة ومقرّبين منه.
فبين مشروع السنيورة، وبين نشاط نواب وشخصيات تدور في فلك تيار المستقبل، هل يكون للحريريّة كتلة رديفة في مجلس 2022؟
المصدر : صفاء درويش- mtv