شربل | ما دون هذا التوافق لن يكتب للبنان الاستقرار!
رأى “وزير” الداخلية السابق مروان شربل, ان “حماوة التحضيرات للمعركة الانتخابية، توحي وكأن من سيربح الأغلبية النيابية ستنفتح أمامه سبل الانقضاض على خصومه، فيما الوقائع والتجارب تؤكد أنه لا هذا الفريق ولا ذاك التكتل أيا يكن حجمه في المجلس النيابي، ستكون له كلمة الفصل في الخيارات السياسية لاسيما المصيرية منها، وذلك لاعتباره ان من يحدد مصير لبنان ليس الأغلبية النيابية، انما التوافق والتضامن بين الرئاسات الثلاث، ما يعني من وجهة نظر شربل ان المجلس النيابي المقبل، وبغض النظر عمن ستكون له الأغلبية النيابية فيه، لن يحدث تغييرا جذريا في المشهد اللبناني الراهن، بسبب الطغيان الطائفي والحزبي على كل ما هو أساسي وتفصيلي في السياسة اللبنانية”.
ولفت شربل في تصريح لـ “الأنباء الكويتية”, الى ان “في مجلس النواب خمسة مقررين لا غير، الا وهم رؤساء الأحزاب الكبرى، والباقي مجرد عدد للتصويت، ما يعني ان الأجواء بين اضلع السيبة الرئاسية، ستنعكس حكما بسلبياتها وإيجابياتها على أجواء الحكومة ومجلس النواب والمؤسسات الدستورية كافة، وما دون هذا التوافق بين الرئاسات الأولى والثانية والثالثة، لن يكتب للبنان الاستقرار السياسي والاقتصادي، علما ان التوافق بينهم حول أي ملف أيا يكن مضمونه، عملة نادرة في ظل الصراعات الإقليمية والدولية، وفي ظل الحسابات السياسية والحزبية والطائفية الضيقة”.
وعليه أكد شربل, ان “لبنان ما بعد الانتخابات النيابية، هو نفسه كما قبلها، وبالتالي فإن من سيحدد مصير البلاد، هو وجود سيبة رئاسية غير حزبية، ولا يتوهمن احد بوجود إمكانية للخروج من النفق، ما لم يصر أولا الى اختيار رئيس للجمهورية من خارج المنظومة السياسية، وثانيا الى تشكيل حكومة من خارج التسميات الحزبية للوزراء، على ان يعود المجلس النيابي إلى ممارسة دوره في التشريع، وفي مراقبة الحكومة ومحاسبتها، وقد أثبتت التجارب منذ ما بعد الطائف حتى اليوم ان السفينة اللبنانية لا تقاد لا برئيس حزبي، ولا بحكومات سياسية مصغرة عن مجلس النواب”.