شحّ المياه يُهدّد بكارثة زراعية في الصيف
بدأ المزارعون يلجأون الى ري المزروعات من مياه الآبار الارتوازية. الخبر كان ليكون عادياً لو أننا في فصل الصيف، اما البدء بري القمح والشعير من الابار منذ شباط ومطلع آذار، فيكشف وجود أزمة ستتكشف مخاطرها أكثر في الاشهر المقبلة.اكد رئيس تجمع مزارعي البقاع ابراهيم ترشيشي أن النقص في كمية المتساقطات لهذا العام ملحوظ، فالكمية أقل من المعدل العام بنحو 150 ملليمتراً مقارنة مع العام الماضي وأكثر من ذلك بكثير مقارنة مع المعدل العام.
في تل عمارة، على سبيل المثال، بلغت كمية المتساقطات حتى اليوم 353 ملم في حين يبلغ المعدل العام السنوي في مثل هذه الايام 550 ملم، ما يظهر فداحة النقص في كمية المتساقطات والثلوج، وتالياً لا يمكن لهذا المعدل ان يشكل ثروة مائية يمكن تخزينها لأيام الشح التي تكون عادة في فصل الصيف وليس في فصل الشتاء نفسه.
أضاف لـ»الجمهورية»: للأسف مع هذا الشح في المياه، أجبر بعض المزارعين على ري بعض انواع المزروعات عبر استخدام المياه القليلة المخزّنة في الآبار الارتوازية. وأشار ترشيشي الى أنه حتى اليوم لم تجرِ الانهار بقوة بعد، كما لم تتفجّر الينابيع أقله في البقاع، ولم تهدر المياه من العيون لري المزروعات.
كما نجزم ان الآبار لم تمتلئ بالمياه ولم تصل الى معدلاتها، لافتاً الى ان المزارعين عادة يستعملون مياه الابار من أواخر شهر نيسان أو اوائل شهر أيار الا انهم وبسبب الحاجة والجفاف نتيجة الطقس الحار بدأوا بري المزروعات منذ الان من الآبار التي يفترض ان تكون مخزوماً لأيام الشح في الصيف.
وأبدى ترشيشي خشيته من ان يكون لبنان انتقل فعلاً من تميزه بالمناخ المعتدل والثروة المائية الغزيرة الى مناخ شبه صحراوي، وجاف.
وأكد ان هذا المناخ الذي يتغير ويميل الى الجاف، بات يضاف الى الصعوبات والتحديات التي تواجه المزارع اللبناني، لافتاً الى ان الحرارة المرتفعة التي شهدها شهر شباط والتي اتت فوق معدلاتها أضرت كثيراً بالمزروعات والانتاج اللبناني، لأنها لم تأت في وقتها وهي لا تعتبر مناخاً صحياً أكان للاشجار المثمرة أو للخضراوات مثل البطاطا والبصل والبندورة…. عدا عن التفاوت بين درجات الحرارة المسجلة بين الليل ونهار اليوم نفسه. وراهناً نخشى أن تخبئ لنا الطبيعة في المرحلة المقبلة خصوصاً في شهر نيسان عواصف ثلجية لأن من شأن ذلك ان يقضي على القسم الاكبر من الانتاج الزراعي.
وكشف ترشيشي ان بعض المزارعين لجأوا منذ الان الى ري زراعتي القمح والشعير بواسطة الآبار الارتوازية، علماً أن هذا النوع من المزروعات نبدأ بريه من الابار بدءاً من شهر نيسان إذا اضطررنا، أو حتى لا نسقيه ابداً إذا كانت الارض مرتوية جيداً. هذه الظاهرة اليوم خطرة ومن شأنها ان تزيد كلفة الانتاج الزراعي على المزارع، ولا شك ان بدء استعمال مياه الآبار منذ اليوم يعني حكماً اننا سنفتقد الى المياه بشكل كبير في ايام الصيف.
بنتيجة هذه الاوضاع، لم يستبعد ترشيشي ان يلجأ المزارعون الى تقليص كمية المساحات المزروعة، إذا أخذوا في الاعتبار تدني كمية المياه المتوفرة، لافتاً الى أن هذه الحيلة تعتبر ذكية، إذا ما اعتمدت من قبل بعض المزارعين لأنها تقلّص من كلفة الانتاج الزراعي عليهم، خصوصاً أن احداً لا يمكنه ان يضمن توفر المياه في الصيف.
ورداً على سؤال، اكد ترشيشي انه بنتيجة هذه الأزمة سنلاحظ تقلصاً في انتاج بعض المزروعات سيما منها الخضار والبطيخ وبعض انواع الفاكهة، لكن لا شك ان الارض المروية ستكون أقل بكثير من السنوات الماضية، وتالياً سيكون الانتاج أقل والكلفة أكبر. وجدّد ترشيشي مطالبة الدولة بإنشاء البرك الاصطناعية وانشاء السدود لحماية انتاج الارض وانقاذ القطاع.
معدل الامطار
في ما يلي المعدل العام لكمية المتساقطات لهذا العام مقارنة بالعام الماضي وبالمعدل العام.
المنطقة معدل المتساقطات حتى اليوم معدل العام المنصرم المعدل العام
العبدة 667.2ملم 988ملم 820ملم
حاصبيا 630ملم 805ملم 420ملم
الفنار 550.7ملم 863ملم 750ملم
كفرشخنا 668.4ملم 882ملم 780ملم
لبعا 549.8ملم 825ملم 790ملم
صور 355.5ملم 671ملم 650ملم
القليعات كسروان 732ملم 1095ملم 800ملم
بعقلين 780.6ملم 675ملم 700ملم
القاع 165.8ملم 200ملم 190ملم
تل عمارة 353.9ملم 574ملم 550ملم
إيفا أبي حيدر – الجمهورية