“حبيب قلبي جبران”… لماذا لم يجب فرنجيه؟
يعتقد البعض أن رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه قد يقدم على المناورة أو المسايرة أو دوزنة كلامه وخطاباته من أجل بلوغ طريق بعبدا والوصول إلى قصرها.
كما يعتقد البعض أن فرنجيه قد يتحالف ويحاصص ويوقع اتفاقات ثنائية وثلاثية بهدف الحصول على لقب صاحب الفخامة.
وعلى الرغم من الصراحة التامة والعفوية المطلقة التي يتحدث فيها فرنجيه، يصر البعض على تأويل بعض مواقفه وأخذ عينات من كلامه لينسبوا إليه ما لا يريده، لا قولا ولا فعلا.
ففي الإطلالة الإعلامية الأخيرة لرئيس “تيار المرده”، عندما طلب منه أن يرد على رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، الذي قال عبر مقابلة إعلامية انه لن يقدم على انتخاب فرنجية رئيسا للجمهورية، أجاب: “حبيب قلبي جبران”، مكتفيا بهذه العبارة من دون أن يضيف اي تعليق آخر.
وهذه الإجابة اعتبرها بعض المتابعين انها مناورة من فرنجية، أو رغبة منه بعدم الدخول في اشتباك مع باسيل و”التيار الوطني” عله يحصل على بعض أصواتهم في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي لا يعلم أي أحد متى هو تاريخ انعقادها، على الرغم من أن المهلة الدستورية تودّع قريبا شهرها الأول.
وفي هذا الاطار، وبعيدا عن سياسية المصلحة التي لا تشبه فرنجيه، يمكن القول ان اختصار الإجابة أو عدم الإجابة، هو أسلوب غالبا ما يعتمده فرنجيه الذي يعرف الكثير ويفصح فقط عن القليل.
وفي مجال العلاقة مع مختلف الأقطاب الموارنة والفاعلين في الحياة السياسية المارونية ، يدرك المقربون من فرنجيه انه أكثر الحريصين على عدم توتير العلاقة مع أي منهم، خوفا من انتقال التوتر إلى الشارع وعودة الانقسامات العمودية بينهم والتي اتخذت طابعا دمويا في الماضي، وقد تعود وتتخذه، إن لم يتحلّ الجميع بالحكمة والجدية والرقي في التعاطي.
ففرنجيه الذي عاش النتائج الدموية للانقسام الماروني، سعى منذ بداية مسيرته السياسية الى حقن الدماء وتحويل الخلافات المسلحة إلى اختلافات سياسية، وفي مشواره السياسي، كان فرنجيه الأجرأ بين القادة الموارنة، إذ سعى إلى المصالحة والى طي صفحة الحرب الأهلية ، فالتقى رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير حعجع في بكركي،كما عزز علاقته مع رئيس “حزب الكتائب” سامي الجميل، والتقى أيضا النائب نديم الجميل، وكل ذلك في إشارة أكيدة إلى رغبته بالسلام وابعاد شبح الدماء المؤلم عن الساحة اللبنانية بشكل عام والمارونية بشكل خاص.
من هنا، وبعيدا عن الطوباوية وعن النظرة المثالية، يبدو فرنجيه بفعل التجربة الأكثر إدراكا لنتائج الخصومات والعداوات داخل البيت الماروني الواحد.
لذلك، يحاول فرنجيه ان يبقي قنوات التواصل مفتوحة مع الجميع، كما يحاول الا يخلق عداوة أزلية مع أي أطرف لبناني بشكل عام ومسيحي بشكل خاص.
وانطلاقا من هنا، يمكن القول انه من يريد السعي إلى الانفتاح والتواصل مع الآخر، والى عدم الدخول بحرب معنوية أو مادية مع أي مكون لبناني، عليه في الكثير من الأحيان أن يستمع وينصت كثيرا ويتكلم قليلا.
المصدر: خاص “لبنان 24”