المستشفيات تتجه نحو الدمج.. بداية حلّ في الزمن الصعب
صرخة من القلب أطلقها مدير “مستشفى مرجعيون الطبيب مؤنس كلاكش حين قال لوكالات عالمية: “لا نحتمل حروباً.. إذا زاد الوضع عن ذلك سننهار، نحن نكافح لتأمين استمرارية العمل بسبب النقص في طاقمنا التمريضي والوظيفي من جهة، والأهم بسبب نقص الكميات اللازمة من الوقود.”
هذه الصرخة قد تكون واحدة من الصرخات المنتظرة اذا ما وقعت الحرب الشاملة في لبنان، لا سيما وان القطاع الاستشفائي عانى ولا يزال يعاني منذ بدء الأزمة، من العديد من المشكلات التي أدت في اكثر من مرة الى اطلاق صرخات استغاثة لانقاذ ما تبقى من هذا القطاع.
وبعد سنوات ها هو اليوم يحاول لملمة ما تبقى منه لاعادة الحياة من الجديد، فهل سيصمد في وجه آلة الحرب الاسرائيلية اذا ما وسّعت نظاق عملياتها في لبنان؟ وكيف يبدو الوضع اليوم؟
من هنا ينطلق نقيب أصحاب المستشفيات في لبنان الدكتور سليمان هارون ليؤكد في حديث عبر “لبنان 24” انه وعلى الرغم من كثرة الصعوبات التي تعترض القطاع الاستشفائي في لبنان، الا انه تمكن في الاشهر الماضية من تحسين وضعه سواء على صعيد العمال أو على صعيد استقبال المرضى، وذلك على الرغم من معاناة المرضى من قلة الأموال وعدم قدرة الجهات الضامنة على تأمين الرعاية لهم.
ولفت هارون الى انه وعلى الرغم من التحسن في موضوع التغطية الصحية لمن هم تحت رعاية وزارة الصحة، الا ان المشكلة تبقى مع مرضى الضمان الاجتماعي الذي لم يتمكن حتى الساعة من تعديل التعرفة بما يتناسب والأزمة وسعر صرف الدولار في السوق الموازية.
وزفّ هارون بشرى الى المرضى الذي يستفيدون من التغطية الصحية من وزارة الصحة معلناً عن سعي وزير الصحة فراس الأبيض الى رفع أسعار تعرفة الوزارة 50 ضعفاً ، ما سيشكل حتماً بداية حلّ لمشاكل المرضى.
وتابع: “تبقى هناك مشكلة أساسية تواجه المستشفيات اليوم وهي مشكلة تأمين الدواء، لا سيما لمرضى السرطان والأمراض المزمنة، وهذا الأمر يتم العمل عليه لايجاد مخرج واضح له”.
عمليات دمج
في مقابل هذه الأزمات، تمكنت بعض المستشفيات من الحد من تداعيات الأزمة الاقتصادية التي طالتها، واتجهت الى عمليات دمج تفادياً للوصول إلى مرحلة الإقفال. وفي هذا الاطار، يشير هارون الى انه حتى الآن قد تم دمج 5 مستشفيات صغرى مع 3 مستشفيات جامعية حتى الآن، في وقت لا تزال فيه المحادثات جارية لتوسيع الدائرة، وهم:
– مسشفيات: سان شارل، والقرطباوي، والسلام، القبيات، تل شيحا ، مع مستشفى اوتيل ديو
– مستشفى البرجي في الكورة مع مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي (مستشفى الروم سابقاً)
– مستشفى كسروان الجامعي مع مستشفى الجامعة الأميركية.
وعن آلية الدمج، يوضح هارون أن المستشفيات المتعثرة التي تم دمجها ستكون خاضعة إدارياً للمستشفى الجامعي الذي دُمجت معه، وهو ما من شأنه أن ينعكس إيجاباً على الخدمات التي تقدمها ، مشدداً على ان العديد من المستشفيات ستحذو حذو المتعثرة، وستندمج مع المستشفيات الجامعية للحد من خسائرها.
وعما يحكى في الكواليس عن سعي المستشفيات الجامعية الى تجهيز مبان جديدة لها على طول الحدود اللبنانية، نفى هارون علمه بهذا الموضوع، مشدداً على ان جل ما يحدث اليوم هو عملية دمج ومشاركة في الاستثمار من دون ان تكون هناك اي عملية بيع للمستشفيات.
المستشفيات والحرب
ورداً على سؤال عن مدى جهوزية المستشفيات اذا ما شنت اسرائيل حرباً شاملة على لبنان شبيهة بحرب العام 2006، قال هارون: “نحن على أتم الاستعدادات لهكذا سيناريو، وفي صدد التحضير ووزارة الصحة لخطة عمل شاملة لاستيعاب القدر الأكبر من الجرحى في حال وقعت الحرب، الا ان الأمر متروك لوقته لا سيما اذا ما قررت اسرائيل تنفيذ مخططها في غزة على الاراضي اللبنانية من خلال ضرب المستشفيات، عندها فقط لن نتمكن من فعل اي شيء.”
المصدر : نايلة عازار – لبنان 24