العمل البلدي كفاءة وليس مكافأة | بقلم الاستاذ حسان شعبان
بعيد انتصار بريطانيا في الحرب التي قادها تشرشل بنجاح مبهر، جرت انتخابات وخسر تشرشل،فسلم السلطة للقيادة الجديدة المنتخبة برحابة صدر، ورد على من سأله عن سبب هزيمته في الانتخابات بان الانجليز يعرفون اني قائدهم في الحرب و لست قائدهم في السلم .. شهد لبنان في إنتخاباته البلدية منافسة شرسة في المدن الصغيرة البلدات والقرى وخصوصا في جنوب لبنان حيث يجمع اهله على خيار المقاومة في الدفاع عن ارضهم بوجه العدو الاسرائيلي. طغت الشعارات السياسية على الإنمائية واعتمد بعض المرشحين على تاريخهم الجهادي لحسم المعركة في وجه منافسيهم بمعزل عن وطنية خصومهم وتأييدهم التاريخي للمقاومة متناسين ان بعضهم قد ترأس البلديات سابقا ولم يحقق إنجازات تذكر على عكس انجازاته التي حققها في ساحات النضال .بالتأكيد انه من حق المقاومين خوض الانتخابات وإدارة البلديات لكن عليهم ألا ينسوا ان العمل الإنمائي كفاءة وليس مكافأة. فحينما هبوا للذود عن قراهم وارضهم واهلهم واستبسلوا في قتال العدو الغاشم، لم يفعلوا ذلك طمعا في حكم أو قيادة بل إيمانا بالجهاد وتمسكا في أرضهم فاعاروا جمجمتهم لله يومها وانتصروا. ليس المقاوم البطل بالضرورة الاجدر بالانماء وادارة البلدة ولا المهندس العبقري هو بالضرورة الاكفأ في توظيف علمه لاعمار البلدة ولا المحامي الماهر هو بالضرورة الأمهر في تحصيل حقوق البلدة ولا التاجر المحنك هو بالضرورة الافضل في رفع مستوى البلدة ولا الطبيب الشاطر هو بالضرورة الأعظم في تحصين البلدة.. معايير النجاح في العمل البلدي الإنمائي مختلفة عن معايير النجاح في ساحات القتال او في العمل المهني او الإداري وهذا لا يمنع بانها قد تتوفر في بعض الاشخاص ولكنه يعني بأن من فاز كمكافأة وليس ككفاءة عليه ان يطور مهاراته لتتلائم مع اصول العمل البلدي ويعي اساليب الانماء وفنون خدمة الناس بتواضع لترتقي مجتمعاتنا الى الافضل.