السيّد نصرالله حسمها .. “ولى زمن الهزائم”!
شرح الامين العام لحزب الله السيد نصر الله في كلمته في الاحتفال بالذكرى السنوية للانتصار على العدو في الحرب في العام 2006، عن كيفية تغير العقيدة العسكرية الاسرائيلية كأحد النتائج التي افرزتها هذه الحرب، نتائج ساهمت الى حد بعيد باهتزاز الاركان التي يقوم عليها الكيان الغاصب منذ تأسيسه، خاصة فيما يتعلق بفقدان الثقة بالمؤسسة العسكرية الاسرائيلية التي طالما شكلت العامود الفقري للكيان، حتى باتت التساؤلات تطرح بعد حرب تموز عن الجدوى من وجود “اسرائيل”؟
نتائج الحرب اظهرت ان “اسرائيل” أصبحت عاجزة عن تحقيق ما هو مطلوب، فهي ما عادت قادرة على ردع حركة مقاومة في لبنان او فلسطين وهي ما عادت تستطيع حماية مستوطنيها او المستوطنات او المصالح الاقتصادية والسياحية على امتداد فلسطين المحتلة، فأي مغامرة يقوم بها الصهاينة سيدفعون ثمنها من امنهم واقتصادهم ومصالحهم، ولم تعد اي خطوة يفعلونها بمثابة “نزهة” لهم كما كان يحصل في الماضي لا في لبنان ولا في غزة ولا في اي ارض عربية، رغم كل المحاولات التي قامت وتقوم بها الادارة الاميركية من تسهيلات سياسية عبر الانظمة العربية في المنطقة بما يخدم الكيان الغاصب.
“اسرائيل” من “دولة الحلم”.. الى سرقة ألعاب الاطفال!!
فما بعد حرب تموز ليس كما قبلها، ما يعني انه يفترض على من أوجد ودعم “اسرائيل” طوال هذه السنوات ان يجد الاجوبة الشافية حول الجدوى من وجود هذا الكيان الغاصب؟ وهل يمكن لكيان ما عاد قادرا على حماية نفسه ان يؤدي أية أدوار تخدم أسياده في واشنطن ولندن؟ فالجيش الذي كان يتغنى بقدراته العسكرية وتفوقه النوعي والبشري بات اعجز من تحقيق انجاز في بلدة على الحدود مع لبنان او حتى التوغل لعشرات الكيلومترات في منطقة جغرافية محاصرة لسنوات في قطاع غزة، فهل والوضع على هذه الحال يمكن بعدها البحث عن مخططات لما كان يسمى في الماضي “اسرائيل الكبرى”؟ وأين كل ما كان يتم الحديث عنه عن “دولة” ستفرض “من النيل الى الفرات”، بينما هي في الواقع كيان يُدفع عليه مليارات الدولارات سنويا لكنه غير قادر على فرض معادلات بين جنوب وشمال نهر الليطاني، وهذا العدو المدجج بكل انواع الدعم الدولي والاقليمي احتاج حشد كل داعميه خلال عدوان تموز-آب 2006 كي ينزلوه عن الشجرة التي أوجد نفسه عليها.
وفي إطار مشاهد الانحدار في الطموح الاسرائيلي الذي كان يتغنى بتفوقه العسكري وعقيدته الفولاذية وسعيه لاقامة “دولة بين النيل والفرات”، برز قبل فترة فيديو تناقلته وسائل الاعلام المختلفة لجندي اسرائيلي قام بسرقة دراجة هوائية لطفلة فلسطينية والتنكيل بها في حي السلايمة وسط مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة، علما ان عشرات العائلات الفلسطينية تعاني في الخليل من اعتداءات إسرائيلية متواصلة وتضييق مستمر واعتداءات شبه يومية من قبل المستوطنين المتطرفين وجنود الاحتلال الذين يوفرون لهم الحماية.
وبالطبع ان مشهد السرقة ولو كان لدراجة هوائية، ليس غريبا على الصهاينة الذين طالما سرقوا كل شيء في فلسطين، فهم سرقوا الارض والمياه والخيرات وصولا الى سرقة التاريخ والحضارة والتراث، وهنا يمكننا الاشارة الى ان العدو الصهيوني سرق شجرة الزيتون بما تمثله من تراث فلسطيني، فهو لم يكتف بمصادرة الاراضي الزراعية للفلسطينيين بل هو يقوم بتصدير الزيت والزيتون الى الخارج على انه “اسرائيلي” بما يؤكد التزوير المادي والمعنوي للمادة وللتراث من قبل الصهاينة دون ان يحرك العالم ساكنا امام هذه الممارسات الاسرائيلية المتواصلة عبر الزمن.
لكن اليوم مع تطور قدرات الشعوب المقاومة ومع بروز النتائج العملية الواضحة لحرب تموز بشكل خاص ما عاد بإمكان العدو ان يسرق دون عقاب او رد رادع، وهذا ما اكده السيد نصر الله في اكثر من خطاب بأن المقاومة حاضرة وجاهزة وقادرة على حماية ثروات لبنان في النفط والغاز.
ارادة المقاومة هذه شدد عليها السيد نصر الله في كلمته الاخيرة في بنت جبيل حيث قال “نحن صممنا وحسمنا خيارنا وسنواصل طريقنا هكذا بنفس هذه الروح الصلبة القوية المؤمنة المصممة العازمة، نحن نواصل دربنا… وكما كان الانتصار في تموز، نحن دخلنا زمن الانتصارات وولى زمن الهزائم”.