“علاء عدلون” … اليتيم الذي امتلك “قرية” من الاصدقاء والشهيد الذي اوصى ” جهزوا دموعكم الساكبة” !!
لبعض الشهداء عند رحيلهم قصص تئن لاجلها القلوب حزناً وتعتصر الافئدة على ارتحالهم لوعة واسى، ورغم انهم بشهادتهم قد فازوا الفوز العظيمَ الا انهم بغيابهم يتركون فراغاً لا يعوضه شيئ …
هو علاء نجمة، او علاء عدلون، او ” تراب الحسين” ، ولد في عدلون ونشأ بينها وبين الخرايب، وتشرب من البلدتين المقاومتين عشق الجهاد والبطولات والتضحيات ….
نشأ يتيماً، الا انه ورغم يتمه لم يكن مكسور القلب والخاطر، بل كان وعلى العكس من ذلك طيباً محباً صاحب قلب كبير، مقبل على الحياة بإيمان وامل، نسج الكثير من الصداقات في محيطه وكان محبوباً من جميع من عرفه، حتى وصفه احد اصدقائه المقربين بأنه كان يمتلك ” قرية من الاصدقاء” ….
احب الشهيد علاء فن التصوير والتصميم كما احب التمثيل والاخراج، ولعل وسامته الكبيرة كانت ستحمله الى النجومية والشهرة والاضواء لو انه اختار هذا الطريق، الا ان ” تراب الحسين”، وهو اسمه الجهادي، اختار طريق الاخرة ودرب الجهاد والمقاومة وفضله عن مغريات الدنيا ومفاتنها ….
له في الحرب صولات وجولات وبطولات رغم سنه الصغير، وكان كما كل اخوانه المجاهدين مقداماً مضحياً مؤمناً فادياً، وقبل رحيله بأيام كتب على صفحته على الفايس بوك عبارة حزينة ” جهزوا دموعكم الساكبة”، قالها استعداداً لاستقبال عاشوراء الامام الحسين عليه السلام، وقالها ربما استعداداً لرحيله وهو المجاهد الذي يحمل دمه على كفه في كل زمان ومكان ……
اليوم وبعد رحيله ظهر كم كان للشهيد من اصدقاء ومحبين كثر، فكل مواقع التواصل الاجتماعي اشتعلت بصوره وعبارات التبريك والعزاء واستذكار الشهيد ومواقفه ولحظات جمعت بينه وبين اصدقائه ….
يشيع علاء عدلون يوم غد الخميس في تمام الساعة الرابعة والنصف عصراً في بلدته عدلون …