انتحاري يحرّضه شقيقاه على تفخيخ نفسه!
في بداية استجوابه، حاول حسن ع. التملّص من التّهمة الموجّهة إليه بالانتماء إلى تنظيم «داعش» والتّحضير والتّخطيط للقيام بعمليّة انتحاريّة. تبدو حجّة الشاب الطّرابلسيّ ضعيفة، خصوصاً حينما يسأله رئيس المحكمة العسكريّة العميد حسين عبدالله عن شقيقيه مصطفى ويوسف.
لم يكن أمام الموقوف سوى التأكيد أنّ شقيقه مصطفى مات أثناء تنفيذه عمليّة انتحاريّة في بغداد، والثاني يقاتل إلى جانب «داعش» في سوريا، بالإضافة إلى ابن خالته المقتنع بأفكار «داعش» والذي يكنّ عداءً للجيش اللبنانيّ.
وما يزيد من الشكوك حول تورّط الصبيّ الأصغر في العائلة المكوّنة من 5 أشقاء أنّه أبقى على التواصل مع أصدقاء شقيقه مصطفى المنتمين إلى «داعش» حتّى قبل خمسة أيّام من توقيفه منذ حوالي العامين، وهم: أبو أسامة السعوديّ وأبو أنس المغربي وأبو خطّاب السوريّ.
ومع ذلك، نفى الشاب العشريني ما ورد في إفادته الأوليّة بأنّه كان ينوي الذهاب إلى سوريا للانضمام إلى «داعش» وتنفيذ عمليّة انتحاريّة لولا عدم تمكّنه من الذهاب إلى سوريا برّاً ثمّ رفض المديريّة العامّة للأمن العام من استصدار جواز سفرٍ خاص به.
أصرّ حسن على إنكاره مع تأكيده أنّه حاول استصدار جواز سفر، قبل أن يتوجّه إليه مفوّض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكريّة القاضي هاني حلمي الحجّار بعدد من الأسئلة عمّا «إذا كنتُ نادماً، وهل تقول الحمد لله لأنّك لم تفلح في الذهاب إلى سوريا، وهل تؤكّد أنّك لو ذهبت لما كنتَ اليوم على قيد الحياة»، ليختمها بدعوة الموقوف إلى الاعتراف بالحقيقة «لأنّك شاب في مقتبل العمر».
حينها، بدأت سبحة اعترافاته ليشير إلى أنّه نادم «على الأفكار التي كان مؤمناً بها، وأنّه يشكر الله لأنّ الأمن العام لم يعطه جواز سفر»، مشيراً إلى أنّ شقيقيه اللذين انضمّا إلى «داعش» صار يتحدّثان معه بكثرة أثناء وجودهما في سوريا لإقناعه بضرورة الالتحاق بهما و «منافع الجهاد».
«أنا الصغير دايماً بسمع كلامهم، لذلك اقتنعت»، قالها حسن قبل أن ينفي أنّه كان يريد تنفيذ عمليّة انتحاريّة أو حتّى القتال إلى جانب «داعش»، ليحاول من جديد التهرّب من التّهمة قائلاً: «أنا فقط اشتقت لشقيقيّ، فحاولت الذهاب لرؤيتهما وأكون معهما».
وبعد استجوابه، استمهل وكيل الدّفاع عن الموقوف المحامي صالح المقدّم، ليتمّ إرجاء الجلسة إلى 14 كانون الأوّل المقبل للمرافعة.