تعيينات في جيش العدو استعداداً لمواجهة المقاومة
كشفت جولة التعيينات الجديدة في الجيش الاسرائيلي عن جانب من عملية إعداد المؤسسة العسكرية لمواجهة أنواع محددة من الأعداء والجهات التي يمكن أن تشكل تهديداً على إسرائيل. فقد برز حرص لدى رئيس أركان الجيش غادي أيزنكوت ووزير الأمن أفيغدور ليبرمان على أن يكون أعضاء هيئة أركان الجيش، الذين تمت ترقيتهم الى رتبة لواء، هم خرّيجو الوحدات الخاصة، وعلى خبرة جيدة بالجبهة الشمالية في مواجهة حزب الله، ولديهم خبرة في مقابل المنظمات «الهجينة».
وضمن السياق نفسه، تم تعيين قائد المنطقة اللواء أفيف كوخافي نائباً لرئيس أركان الجيش بدلاً من يائير غولان، إضافة الى تعيين اللواء يوآل ستريك قائداً للجبهة الشمالية بدلاً من كوخافي.
ورأى معلق الشؤون العسكرية في موقع «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، أن التعيينات الجديدة في الجيش تعكس رؤية كل من أيزنكوت وليبرمان للمواجهات القادمة، مؤكداً أن الاعتبار الأساسي في عمليات التعيين التي تمت مرتبط بتحديد العدو الذي سيواجهه الجيش الاسرائيلي في السنوات المقبلة.
الحدود مع لبنان ستكون ساحة القتال الأساسية في الحرب المقبلة «إذا ما اندلعت»
ولفت بن يشاي الى أن كل المؤشرات تؤكد أن الهدف الاساسي لهذه التعيينات ينطلق من فرضية أن المواجهة المقبلة للجيش ستتم مع عدو غير تماثلي، أي مع منظمات تملك أسلحة وقدرات جيش تقليدي، لكنها تعمل بأسلوب العصابات، وهو ما وصفه بالجيوش «الهجينة». وهكذا، باستثناء اللواء عميكام نوركين، الذي تولى قيادة سلاح الجو، كل الضباط الذين تم اختيارهم خريجو سلاح المشاة وأصحاب خبرة في مواجهات من كل الأنواع.
ورأى بن يشاي أن تعيين اللواء يوئيل ستريك قائداً للجبهة الشمالية أمر جدير بالاهتمام، خصوصاً أن عمله سبق أن تركز في المنصبين الأخيرين اللذين تولاهما، واللذين كانا مرتبطين بالجبهة الشمالية؛ فقد كان في قيادة فرقة الجليل، في منطقة حساسة جداً في الجبهة الطويلة مقابل حزب الله، أو كقائد للجبهة الداخلية، حيث عمل بصفته الاخيرة في مواضيع خاصة بمسألة سكان المستوطنات على طول الحدود الشمالية في حال اندلاع حرب، وبشكل أساسي في حال حاول حزب الله إرسال قواته الخاصة للسيطرة على مستوطنة إسرائيلية قريبة من الحدود.
وشدد بن يشاي على أن الحدود مع لبنان ستكون ساحة القتال الأساسية في الحرب المقبلة «إذا ما اندلعت»، وهو ما دفع قيادة الأركان ووزير الأمن إلى الإبقاء على ضابطين من أصحاب الخبرة والمعرفة المباشرة والجيدة بالجبهة الشمالية ضمن هيئة أركان الجيش.