الحريري الأكبر وجهاً لوجه مع شقيقه الأصغر!
أعاد خبر إرسال سبع سيارات مصفحة (بسرعة قياسية) من بهاء الدين الحريري الشقيق الأكبر لرئيس الحكومة سعد الحريري، للواء أشرف ريفي لتعزيز حماية الأخير، علاقة ريفي – بهاء الحريري، إلى الواجهة من جديد، لا سيما وأن أي من الطرفين أو مصادرهما لم ينفِ الخبر.
فالعلاقة الثنائية بين الرجلين والتي باتت تُعتبر “مشبوهة”، في ظل إرتفاع حدة الخلاف بين اللواء المخلوع ورئيس التيار الأزرق، وبالتالي موضع جدل كبير، وتوحي بأمور أكبر وأبعد من ذلك.
وتنسف هذه الهدية، كل ما كان يُشاع (عن قصد) حول علاقة ريفي – بهاء ، بأنها إشاعات لا أكثر ولا أقل، وذلك لحفظ ماء وجه الرئيس الحريري. وإبعاد شبح الإنشقاق داخل العائلة. وتؤكد بالتالي ما تردّد حول دعم “بهاء” لـ”ريفي” في الانتخابات البلدية 2016، وامتدادات هذا الدعم التي يترجمها المتابعون بأنها بسبب تبني الحريري لترشيح رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني في الإنتخابات البلدية، رغم ما يوجد بين عيتاني وبهاء من خلافات عمل، خاصة بعد فشل مشروع “بهاء” في الاردن والذي كان يريد عبره تحويل وسط عمان إلى شبيه بـ”سوليدير” والذي وضع أسبابه على عاتق عيتاني.
تشير مصادر مقربة من تيار المستقبل لـ”ليبانون ديبايت” إلى أن ما يؤكد العلاقة الطيبة بين الرجلين وبالتالي العلاقة السيئة بين الشقيقين، أنه لم يصدر أي نفي لا من بهاء الحريري ولا من ريفي بعد إجراء الانتخابات البلدية، عن ما تم تداوله من أخبار دعم الأول للأخير في المعركة البلدية شمالاً. وباسترجاع الصورة التي تسربت في الصيف الماضي عقب الانتخابات، والتي انتشرت عبر تطبيق واتساب بين مناصري وأصدقاء ريفي وكانت قد جمعت بين “بهاء الحريري واللواء ومساعده النقيب محمد الرفاعي” يمكن الجزم بصحة هذا الموضوع.
وتؤكد مصادر مقربة من بهاء الحريري لموقعنا بأن خلفيات العلاقة الطيبة بينه وبين ريفي لا تقتصر فقط على خلفية وصول عيتاني إلى رئاسة بلدية بيروت. فـ”في المرحلة الأخيرة كان بهاء قليل الزيارات إلى لبنان، وإن جاء لا يعلم أحد بزيارته، وليس له أي نشاط سياسي يُذكر”. وتنفل المصادر نفسها أن سبب ذلك “استياءه من السياسة التي يتبعها شقيقه سعد الحريري، ومعارضته لنهج سعد الجديد والذي فيه نوع من مهادنة ومسايرة حزب الله”.
وأدت العلاقة السيئة بين الشقيقين، والتي بدأت بوادرها في الانتخابات البلدية إلى تقاطع العلاقات بين الحريري الأكبر وريفي. الأمر الذي يرى فيه البعض إمكانية وجود نية جدية لدى بهاء الحريري لخوض العمل السياسي في لبنان. لا سيما وأنه كان المرشح الأبرز لحظة استشهاد والده رفيق الحريري في الـ2005، لاستلام الدفة وإكمال المسيرة، واستمر بعد الاستشهاد في الصدارة السياسية والحريرية لفترة من الزمن قبل عودة سعد للواجهة.
ومع عدم نفي المقربين من بهاء نيته بذلك، وتأكيدهم بأن “الموضوع قيد الدرس”.. يبقى السؤال هل سنرى بهاء الدين الحريري في المرحلة المقبلة، يدخل المعترك السياسي في لبنان، وجها لوجه ضد شقيقه الرئيس سعد الحريري، في وقتٍ تشهد فيه الساحة السنية لا سيما الزرقاء منها انشقاقات كثيرة وخصومات كبيرة…؟