«تسمم الحمل» ينهي حياة زوجة أحمد , وتترك له «أمل» ليتذكرها
يمر على لاعب كرة القدم لحظات لا ينساها أبدا، تجعله يتألم، تدفعه للحزن، تدعوه للانهيار، فمن نال كارت أحمر في أهم مباريات حياته لن ينساها، من خسر أهم البطولات التي يشارك بها يبكي، من يتعرض للإصابة أو يتم إيقافه عن ممارسة اللعبة ينهار، أما أن يفقد لاعب “أمل” حياته فهو أمر مهيب.
أما أحمد الشيخ، لاعب الاتحاد السكندري، فقد تمنى أن يفقد كل ما يملك، أن تصب الدنيا وليست كرة القدم فقط كل حزنها وأوقاتها العصيبة بداخله ولكن بألا تأخذ منه “أمل”، ولكن إرادة الله كانت لها قرار آخر، فقد اقتطف منه زهرته، وهي في طريقها لوضع مولوده الثاني، وذلك بسبب تعرضها لتسمم حمل.
“يارب ماتحرمنيش منها” بهذه الكلمات ناجى “الشيخ” ربه، كما يناجيه قبل أن تدوس أقدامه الملعب لخوض أي مباراة، ولكن تلك المرة كانت وقلبه يرتجف ليلة أمس، وذلك بعد مرور 6 أيام وزوجته و”أمل” حياته طريحة الفراش بأحد المستشفيات تصارع تسمم الحمل الذي أصيبت به، وعلمت بذلك من مساء الأربعاء الماضي.
فى مساء تلك الليلة، عاد الشيخ راكضًا وكأنه بأحد تدريبات السرعة، ليتفحص الراحلة، بعد ما شعرت بالآلام شديدة أسفل بطنها، وهو ما جعل لاعب زعيم الثغر ينقلها مسرعا إلى أحد المستشفيات القريبة من المنزل، وكأنه يسعى للاستفادة بالوقت كآخر دقائق بمباراة متأخر بها فريقه، وما أن وصل حتى بدأ الأطباء فى تشخيص الحالة ومما تعانى “أمل”.
وفي لمح البصر، أخبر الأطباء اللاعب بأن حرمه تحتاج لتدخل جراحي سريع، من أجل إنقاذ حياتها، وذلك بسبب تسمم، وهو ما تم ومرت الدقائق وكأنها كابوس، حيث أصبحت الحالة صعبة للغاية، وتم وضع “أمل الشيخ” بالعناية المركزة، وسط حالة من الترقب والقلق الشديد.
ويمد الله يداه لتستقر الحالة بعض الشيء، حتى أن أمل طالبت زوجها بالذهاب لمعسكر الفريق، فقد كانت تشعر بتحسن، وهو ما كان يرأه عليها، الأمر الذي جعله يستجيب لها، ويذهب وينتظم ما بينها بالمستشفي وبين التدريبات، إلى أن يضمه المدير الفني لمباراة طنطا الأحد الماضي.
ويذهب الشيخ للمباراة، وآخر ما يستمع له كما اعتاد صوته أمل، وعي تدعو له كعادتها وتتمني له التوفيق، ويلعب جسد الشيخ المباراة وعقله ليس بالملعب، لا أحد يدري، هل كان يستجيب لها لأجل الاستجابة، أم أنه وجد بالساحرة منفث لما يمر به.
وبعد 74 دقيقة يخرج اللاعب من المباراة، وكأن الله يكرم فريقه من أجله، يحققون الفوز بالدقيقة الأخيرة من المباراة، قبل أن يعود اللاعب وعلامات السعادة تفارقه، حيث تدهورت الحالة الصحية مجددا وبصورة كبيرة، وتستمر في ذلك خلال اليومين الماضيين إلى أن فارقت روحها الحياة صباح اليوم، تاركه وراءها الشيخ وهو ممزق، ويحمل فوق كتفه مولدته الأولى، ناظرًا لها وهو يرى بها “أمل”.