جُنِّدَ وتعامل مع الموساد دون أن يدري!
أُميطَ اللّثام عن برنامج قديم ولكن بتفاصيل جديدة لكيفية تجنيد جهاز الموساد الإسرائيليّ عملاء له في لبنان بعد أنْ نجحت المديريّة العامّة لأمن الدّولة من توقيف المدعو أ.د في إحدى مناطق بيروت قبل ما يقارب الأسبوعين.
لجأت إسرائيل إلى الوسائل الإلكترونيّة لتجنيد عملاء لصالح فرع العمليات الخارجيّة في جهاز المخابرات لديها بطرقٍ ملتوية، مهمّتهم الأساسية، رصد وتجميع المعلومات سواء أكانت السّياسيّة أم الأمنيّة أو المدنيّة، على أنْ تكون موثّقة بالصور والبيانات وحتّى الفيديوهات، في خرقٍ واضحٍ وصريحٍ للسيادة اللبنانية والأهمّ، خرق واضح للقرار 1701.
وفي التفاصيل، كشفت مصادر أمنيّة لموقع “ليبانون ديبايت”، أنَّ “المديريّة العامّة لأمن الدّولة ألقت القبض على عميلٍ إسرائيليّ يدعى أ.د، كان يتواصل مع جهّاتٍ إسرائيليّة عبر الإنترنت، وكان يراسل مشغّليه ويؤمّن لهم تقارير دوريّة ومفصلّة، تحتوي على معلوماتٍ ذات طابعٍ أمني”.
كيف تمَّ تجنيده؟
استناداً إلى المعلومات الأمنيّة واعترافات الموقوف، فإنّه وقبل تجنيده تعرّض لـ”ابتزازٍ وتهديدٍ بصورٍ جنسيّة خاصّة به” تقول مصادر إنّها ربّما “أدّت إلى ترويضه فتجنيده لصالح الموساد وثمّ فرض عليه مهمّات ينبغي إتمامها بالشّكل الصّحيح، تحت طائلة فضحه، ونشر ما تمّ تخزينه له ما قد يُسيء كثيراً إلى سُمعته وصورته في المجتمع وبين عائلته وأصدقائه”.
ويتبيّن أنَّ المُتّهم كان مهتماً وبشكلٍ دائم بالولوج إلى مواقع إباحيّة أو تلك التي تقدّم عروضات جنسيّة مباشرة وكان يتشارك مع من يجلس على الشّاشة الأخرى، موادّ وصور وفيديوهات خاصّة به، فتحت الباب لاحقاً أمام ابتزازه بها. وللحيلولة دون انفضاح أمره، أبدى استعداده لفعل “أي شيء” كي لا تُنشر المواد، ليصل المُجنّدون الذين لا يعرف الضحية غاياتهم وهويتهم وعملهم الحقيقي، إلى الهدف الذين سَعوا خلفه إذ طلبوا من أ.د مقابل سكوتهم، التعاون في مجالاتٍ محدّدة من خلال مهام يكلّف بها وهذا ما كان.
أ.د اعتُبِرَ صيداً ثميناً بالنسبة إلى الموساد نظراً لما قدّمه والمتضمّن صور ونماذج ومعلومات، وسرعان ما تأقلم في الجوّ وانغمس به وبات طائعاً لهم يقدّم المعلومات دون أنْ يطلب منه حتّى وفي باله أنَّ ذلك يفيد عدم انكشاف ما سجلوه له ودون أنْ يدري أنَّ الجهة التي قامت بابتزازه ومن ثمَّ تشغيله، هي جهة مخابراتيّة عدوّة.
لكن حظّ أ.د العَثِر أوقعه في شكّ المديريّة العامة لأمن الدّولة بعد أنْ تعقّبته وراقبت تحرّكاته ورصدته حتّى كُشِفَ أمره، ليتبين أنّ ما يقدّمه من معلوماتٍ أمنيّة وغير أمنيّة تأتي خدمة لجهةٍ خارجيّةٍ، وبعد توافرِ كامل المعلومات، تحرَّك مكتب بيروت الإقليميّ في المديريّة وألقى القبض على المشتبه به، ومن ثمَّ بدأت عمليّة التّحقيق معه لتكشف كيف جرى تجنيده دون أنْ يدري حتّى!
وقد أُحيلَ الموقوف إلى القضاء العسكريّ والتّحقيق معه جارٍ بإشراف القضاء المُختصّ لمعرفة تفاصيل عن الجهّة التي يتواصل معها، واحتمال أنْ يكون هناك أشخاص آخرين قد تعرّضوا للابتزاز نفسه، ووقعوا بنفس المَصْيَدَة.
وإزاء هذه المعلومات، لا بدَّ للشباب أنْ يكونوا مُنتبهين إلى المواقع التي يقومون بدخولِها واستدراك الوقوع في الخطأ كي لا يكونوا عُرضةً لتجنيدٍ قد يؤدّي بهم للدخول في قضيّةٍ أكبر من مسألة ابتزاز.