العلاقة القطرية السعودية الهشّة إلى الواجهة مجددًا.. تصريح “ملفّق” كاد يشعلها بين البلدين.. فما هي الأسباب؟!
دوّى تصريح صادم مساء أمس نقلته وكالة الأنباء القطرية الرسمية “قنا” عن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يكشف فيه عن توتّر في العلاقات مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ويعتبر أن “لا حكمة في عداء إيران فهي قوة إسلامية”. الخبر سرعان ما قابله إعلان من الوكالة يقول إنها تعرّضت للقرصنة وينفي بشكل قاطع أن يكون الأمير قد صرّح بهذه المواقف. لكن الأمر لم يمرّ مرور الكرام بل بات الشغل الشاغل لوسائل الإعلام، والسعودية منها في مقدّمتها، واشتعل الخلاف بين قطر من جهة والسعودية والإمارات من جهة أخرى، فسارعت الأخيرتان الى حجب المواقع الصحفية القطرية على أراضيها.
سرعة اشتعال الخلاف وإصرار بعض وسائل الإعلام السعودية، كقناة “العربية” مثلاً، على مهاجمة قطر على خلفية التصريحات المزعومة يطرح تساؤلات عن متانة العلاقات القطرية مع دول الخليج وخصوصاً مع السعودية، وإن كانت الروابط بينهما هشّة الى هذه الدرجة لتتمكّن “تصريحات ملفّقة” من إشعال فتيل الحرب بينهما.
في الحقيقة، العلاقات متوتّرة في الأساس بين قطر والسعودية بحسب الصحافي والمحلّل السياسي جوني منيّر الذي يشير الى نقاط عدة تثبت هذه الفكرة، لافتاً الى ما قاله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عندما تحدّث عن دول ترعى وتموّل الإرهاب، وهو الأمر الذي أثنى عليه الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والذي يعتبره منيّر “كان موجّهاً ضد تركيا وقطر”. هذا بالإضافة الى “موضوع الإخوان المسلمين ومساعدة المجموعات الأخرى المتطرّفة”.
موضوع آخر كان سبباً في إشعال الخلاف، وهو الموضوع الفلسطيني، يتابع منيّر قائلاً: “قطر تعتبر أنها قامت بجهود كبيرة لجعل حركة ‘حماس’ تصدر بياناً جديداً وتعلن عن مبادئ جديدة بالنسبة لها. لكن في المقابل بدأت السعودية بإجراء تسويات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مع وضع ‘حماس’ على الهامش وعدم الإلتفات الى ما قامت به قطر”.
ويبقى الخلاف الداخلي بين البلدين على النفوذ، فـ”من الواضح أن قطر لم تأخذ دورها الكافي كما تتمنى هي في القمة العربية، حيث ظهرت السعودية وكأنها قائدة العالم الإسلامي من دون أي منازع وبفرق شاسع بينها وبين غيرها من دون الإلتفات الى القوى الأخرى”، يشرح منيّر معتبراً أن “قطر لم تكن حاضرة في القمة العربية بل كانت غائبة على الأصعدة كافة ولم يشعر أحدٌ بوجودها، رغم أنها تعتبر أنها ساعدت السعودية وآزرتها في الموضوع اليمني ومواضيع عدة أخرى”.
بروز هذا الخلاف بين الدولتين الخليجيتين الحليفتين “يصبّ أكثر في مصلحة الطرف القطري”، على حد قول منيّر، فهو “يؤذي -الى حد ما- الصورة التي تبرز فيها السعودية وكأنها ملكت العالم العربي، فيما يبدو القطري كأنه يقول لها: كلا لستِ كذلك”.