جنينها حماها من طعنات الموت.. “وردة برجا” تنتصر للحياة!
امام قدرِ الحياة ومصائبها، شاءت إسعاف أن تنتصرَ على الموت، بقدرةٍ إلهيةٍ ترعاها. هيَ تلك الوردة العشرينية التي لا ينضبُ رحيقها ولا تذبل وريقاتها، ترقدُ في مستشفى الرُّومِ في حالٍ مستقرة، لتستعيد حياتَها بكل قوةٍ وعزم، ولتنتصر على 36 طعنة غدرٍ فاحت منها ريح الموت.
منذ لحظة الجريمة التي هزَّت بلدة برجا- إقليم الخروب، الكلُّ يترقب ويتابع ويسأل عن حالِ إسعاف، الشابة التي كانت ستزيِّن حياتها مع زوجها وأهلهما بمولودها الأوَّل، ولكن القدرَ شاءَ أن يرتقي الطفلُ إلى جنان الخلدِ، بعدما حمى أمَّه وهو في بطنها، متلقياً معظم الطعنات التي طالت جسدها. هنا، يكمنُ الإنتصار على الموت، حينما إنتفض الجنين لنصرةِ أمِّه، وراح يحميها من سكاكين الموتِ والهلاك، ليعطيها بصيصَ حياةٍ وأمل.
منذ يوم الجريمة، وبرجا حزينة على وردتها، ولكنَّ روح النخوةِ في أهلها وناسها لا حدود له. من كلِّ إقليم الخروب، الزحفُ واحد، من كلِّ لبنان النداء واحد: “إسعاف بحاجة إلى دم من فئة A+”.. وقبل أن يكتمل النداء، حتى ترى الشبَّانَ يزحفون زحفاً نحو المستشفى لإنقاذ حياةِ وردة برجا، لإعطائها من دمائهم روح الحياة ونبضها.
تلك الروح أعطت لإسعافَ أملاً في الحياة، في لحظاتِ صراعها مع الألم. حتماً، ستنتصر إسعاف لروح جنينها، وستنتصرُ على الموتِ بالحياةِ من جديد. ستعود وردة برجا لتزيَّن منزلها، لتزيَّن حياتها وحياة زوجها، ستعودُ إلى بلدتها وروح الحياةِ فيها. لن تموت إسعاف، لن تذبل وردة برجا.
سيفوح عبق الورد والرياحين، سيموت الموت عند إرادة الحياة.. ستقول إسعاف “الحياة لي.. وسأنتصر من أجل ولدي وأهلي وزوجي وبلدتي وحياتي”.. نعم، وبكلِّ حقٍ.. وردة برجا لن تموت، وستنتصرُ للحياة.