بعث رسالة لوالدته في لبنان.. فأوقفه 100 رجل أمن في ألمانيا!
اعتقلت الشرطة في بوتسدام، الثلاثاء، 30 أيار، شاباً سورياً (17 عاماً) في مهمة أمنية شارك فيها 130 من قوات الشرطة الخاصة، بولاية براندنبورغ، للاشتباه بتحضيره لعمل إرهابي ببرلين، الأمر الذي لم يؤكده التحقيق.
وجاء ذلك بعد أن بعث رسالة إلى والدته التي تعيش في لبنان عبر برنامج واتساب، يودعّها فيها، ويقول إنه انضم للجهاد، والدته تواصلت مباشرة مع ابن عمها الموجود في برلين، وأعلمته بأمر الرسالة، فتواصل الأخير مع شرطة برلين. كما قيل إن سوريين اثنين أعلما الشرطة في ولاية هيسن عن مخطط لاعتداءات.
واعتقل نضال. أ من مخيم اللاجئين القاصرين في غيرسفالده بعد أن وردت معلومات والدته للشرطة.
وبحسب المتحدث باسم الشرطة تورستن هيربست أن الرسالة تركت منذ البداية مجالاً واسعاً لتفسيرها، مبيناً أنه توجب عليهم استيضاح ما يعنيه “الانضمام للجهاد (الحرب المقدسة)”، وجمع الأدلة التي تدينه وكذلك التي تعفيه، ولكنها لم تدينه في نهاية الأمر بحسب هيربست لذلك تم إخلاء سبيله أمس الأربعاء أي بعد فقط 24 ساعة من احتجازه.
محتوى الرسالة مختلف
بينما صرّح النائب العام في بوتسدام كريستوف لانغه لموقع بيلد، إنه لم تؤكد مراقبة الهاتف المحمول أو الاستجواب وجود اشتباه قوي في تحضيره لعمل خطير مهدد للدولة، لذا لم تصدر بحقه مذكرة اعتقال وتم إطلاق سراحه. وبيّن أنّ الشبهات الأولية لم تشتدّ حوله خلال التحقيق، الذي لم يؤكد تواصله مع شبكة إسلامية.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية اليوم، أنه وفقاً لمعلوماتها، فإن ترجمة محتوى الرسالة مختلف عما كان معتقداً في الأصل.
وكان وزير داخلية الولاية كارل هاينز شروتر، قد قال أمس إنهم تلقوا تنبيهاً من السلطات في ولايات أخرى في الليلة السابقة عن تخطيط شاب سوري لهجوم انتحاري، دون أن يحدد المكان المستهدف، إلا أن وكالة الأنباء الألمانية قالت إنه يُفترض أن يكون برلين.
وأكدت الوزارة لاحقاً على عدم وجود دلائل على أن هجوماً وشيكاً كان سيقع، موضحة أن السلطات تصرفت بشكل سريع ومبكر لتحييد أي خطر على السكان.
وقال متحدث باسم وزير داخلية الولاية اليوم، إن الشرطة لم ترتكب عبر مهمتها الأمنية التي قبضت فيها على المشتبه أي خطأ، بعد أن تلقوا إشارات من عدة مواقع، عن نية الرجل تنفيذ هجوم انتحاري في برلين. وأضاف أن عائلة الشاب فسرت أيضاً رسالته على أنها رسالة وداع.
وبيّن أن اشتباهاً أولياً عن عمل عنيف خطير مهدد للدولة، ما زال موجوداً، وستتم متابعة التحقيق.
وكان الشاب قد وصل إلى ألمانيا في العام 2015، وهو مسجل حالياً كطالب لجوء، وتم نقله للإقامة في مأوى للاجئين القاصرين القادمين دون ذويهم إلى ألمانيا.
وصادرت الشرطة يوم أمس 3 هواتف محمولة وجهازاً لوحياً له، تم تقييم محتواها من قبل باحثين إسلاميين وخبراء المكتب الجنائي في برلين.
وقال نائب رئيس الشرطة في ولاية براندنبورغ روجر هوتنر، إنهم على تواصل وثيق مع والدته وأقارب آخرين له، وإنهم يقيمون وضعه النفسي أيضاً.
ونقل تلفزيون آر بي بي عن شابة مقيمة في غيرسفالده، كانت موجودة لدى القبض عليه، كانت تعرفه مسبقاً شأنها شأن العديد من الشباب الساكنين هناك، قولها إنها ظنت في البداية أن الأمر متعلق بقضية مخدرات أو ما شابه، لتواجد الكلاب مع الشرطة، معبرة عن عدم توقعها ارتباط الشاب “اللطيف جداً” -الذي لا يشبه الصورة السائدة عن طالبي اللجوء- بعمل إرهابي.