بينها الاجتياح والانقلاب.. سيناريوهات نهاية الأزمة القطرية ستغيّر الشرق الأوسط!
عدّد الكاتبان في موقع “بلومبرغ” مارك تشامبيون ومحمد سيرغي 4 سيناريوهات يمكن أن تنتهي عبرها الأزمة القطرية-الخليجية، وجاءت على النحو التالي: اتفاق سريع، أو اصطفاف قطر إلى جانب إيران وتركيا، أو انقلاب، أو اجتياح.
في ما يتعلّق بـ”الاتفاق السريع”، رجح الكاتبان أن يكون التوصل إليه صعباً بالمقارنة مع العام 2014، حين اندلعت أزمة مماثلة بين قطر والدول الخليجة وانتهت بتعهّد الدوحة بوقف دعمها لجماعة “الإخوان المسلمين” والمجموعات المتفرّعة منها. في هذا السياق، رأى الكاتبان أنّه ينبغي على الكويتين الذين توسطوا قبل 3 سنوات السعي إلى إبرام اتفاق يلزم قطر بوقف دعمها للسياسيين الإسلاميين والإرهابيين المصنفين دولياً بشكل تام، وذلك وفقاً لوجهة نظر السعودية والإمارات. كما وافترض الكاتبان أن يشمل الاتفاق سيطرة الدوحة على الوسائل الإعلامية، بما فيها قناة “الجزيرة” الفضائية.
في ما يختص بـ”اصطفاف قطر إلى جانب تركيا وإيران”، اعتبر الكاتبان أنّ هذا السيناريو أكثر ترجيحاً بالمقارنة مع العام 2014، نظراً إلى أنّ قادة أصغر سناً وأكثر عدائية يحكمون السعودية والإمارات، وإلى حيرة واشنطن وعدم رؤية العائلة القطرية المالكة أنّ هناك ما يدعوها إلى الاستسلام. توازياً، أكّد الكاتبان أنّ قطر توطّد علاقتها مع تركيا وإيران في إطار مساعيها الهادفة إلى إيجاد مصادر جديدة للطعام والسلع الأخرى بعد فرض حظر جوي وبري وبحري عليها.
أمّا على مستوى الانقلاب، فشدّد الكاتبان أنّ السعودية والإمارات تعتقدان أنّ والد الأمير القطري الشيخ حمد بن خليفة آل الثاني ما زال يؤثر على السياسة القطرية، مذكّريْن بوصوله إلى السلطة عبر الانقلاب على والده في العام 1972 وبإحباطه انقلاباً في العام 1996.
من جهته، استصعب الباحث في مجال الدفاع أندرياس كريغ إمكانية حصول انقلاب في قطر، بسبب ولاء جيش قطر الصغير للعائلة الحاكمة، وغنى القطريين في عهد الحكام الحاليين، إذ يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 130 ألف دولار، وهو الأعلى في العالم، بالمقارنة مع 55 ألف دولار في العام 1995.
وعليه، رأى كريغ أنّ الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يتغيّر النظام من خلالها تتمثل بحصول اجتياح، مستبعداً حصولها في ظل اعتماد واشنطن على قاعدة العُديد في حربها ضد “داعش”.
في هذا الصدد، تحدّث كريغ عن عدد من العوامل التي من شأنها أنّ تجعل الخيار العسكري احتمالاً وارداً، فتطرّق إلى زيادة تركيا عديدها في قطر، إذ بات يبلغ 3 آلاف جندي واتهام إيران السعودية بالوقوف وراء الهجمات الإرهابية التي شهدتها مؤخراً.
توازياً، سلّط كريغ الضوء على إجراء آخر يمكن لقطر اتخاذه للرد على الحصار الاقتصادي المفروض عليها، ويقضي بقطع خط أنبوب الغاز الطبيعي الذي يزوّد الإمارات بملياري قدم مكعب من الوقود يومياً.
وفي حال لجأت قطر ودول الخليج إلى القوة، حذّر كريغ من عدم قدرة الدوحة على المقاومة، نظراً إلى صغر جيشها بالمقارنة مع جيرانها وغياب الإدارة الأميركية المركزية للدفاع عنها.