‘فجأة فتح الـAirbag ‘… وقضى على حياة لارا
جهّزت نفسها لحضور حفل زفاف قريبها، من دون أن تتوقّع أنّ شبح الموت ينتظرها على الطريق قبل وصولها. خطف روحها، لتزفّ عروساً إلى مثواها الأخير، هي لارا حمزة ابنة بلدة بعاصير – الشوف، التي سلّمت الروح أثناء زيارتها لبنان بعد 13 عاماً من الاغتراب في إيطاليا.
رحلة الموت
قبل 20 يوماً من وفاتها قدمت لارا (18 عاماً) مع صديقتها وابنة عمها من إيطاليا لتمضية العطلة الصيفية، كانت سعيدة أنها في وطنها وسط عائلتها وفي بلدتها. عمّها علي المفجوع بفقدانها تحدث لـ”النهار” عن اليوم المشؤوم الذي سرق منهم أغلى ما يملكون قائلاً: “صباح الأحد الماضي، استقلّت لارا سيارة صديقة العائلة، انطلقتا إلى بلدة البازورية حيث حفل زفاف قريبنا، وما إن وصلتا إلى آخر أوتوستراد بيروت – صيدا قرب الغازية حتى فوجئت صديقتها التي كانت تقود بأنّ الـ airbag ظهر قليلاً من المقود. حاولت الوقوف جانباً، لحظات وفتح كامل الـ airbag وخرج منه نوع من البودرة. فقدت السيطرة، ما أدى إلى اصطدامها بعمود إنارة. دارت السيارة وسط الأوتوستراد قبل أن تتوقف، هذا ما شرحته لنا السائقة التي أصيبت بجروح وكسور في رجلها وكتفها، ما استدعى خضوعها لعمليتين جراحيّتين، فيما توفيت لارا على الفور بعدما ضُرب رأسها بالباب”.
دور حزام الأمان
السيارة التي كانت تقودها صديقة لارا طالبة الثانوية في إيطاليا، من نوع هوندا crv، اشترتها قبل نحو عام، وهي من الموديلات الجديدة. ولفت علي: “لم نتواصل مع الشركة لاستطلاع كيف يمكن أن يحصل ذلك، لكون السيارة مستوردة من الخارج”. وأضاف: “خبير السير أكّد أنّ السائقة كانت تقود بسرعة تتراوح بين 60 و80 كلم بالساعة، أي إنها لم تكن مسرعة، فلا آثار للفرامل على الأرض. نجت لكونها كانت تضع حزام الأمان على عكس لارا التي ربما لو كانت تضعه لما اصطدم رأسها بالباب وفارقت الحياة”.
“الهوندا” تنفي
مصدر في شركة الهوندا أكّد لـ”النهار” أنه “من المستحيل أن يفتح الـ airbag من دون ضربة تصل إلى “شي سي” السيارة حيث الـ sensorالذي يعطي الأمر بفتح الكبسولات، لذلك من الممكن أن يكون الحادث في جانب وخلفية السيارة من دون أن ينفجر الـ airbagلأنّ الضربة بعيدة من الـ”شي سي””. وشرح: “من غير الممكن كذلك أن يفتح على درجات، إما أن يفتح وإما لا”. أما الهدف منه “فحماية السائق من اصطدام رأسه بزجاج السيارة أو أن تكسر رقبته إذا وقع حادث قويّ، مع التشديد على ضرورة وضع حزام الأمان كي تكون وضعية الجلوس كما المطلوب”.
يوم الثلاثاء الماضي، زفّت لارا بالدموع والورود إلى مثواها الأخير، بعدما وصلت عائلتها إلى لبنان. التحفت تراب بلدتها التي طالما أحبتها وتمنّت أن تبقى فيها، فشاء القدر أن تحتضن جسدها للأبد لكن روحها ستبقى تنبض في قلب كلّ من عرفها!