انتُزع رحم الشابة فرح ونزفت ساعات… حبتا دواء بـ20 مليون ووحدات دم من غير فئتها
لم تكتمل فرحة فرح كروم، التي كانت تنتظر بفارغ الصبر ولادة مولودها الثالث، فبعد نزف حادّ أصابها على أثر العملية القيصرية التي أجريت لها، انتزع الطبيب رحمها، ليعلمها أنها لن تصبح أمّاً بعد الآن.
حرمان من الإنجاب
الصدمة سقطت على ابنة الميناء – طرابلس وزوجها وعائلتها، إذ كيف لها أن تُحرم من الإنجاب وهي في عمر الرابعة والعشرين، ولا سيما أنه ولدها الأول من زوجها الثاني، بعدما رزقها الله بفتاتين من زواج سابق. وبحسب ما شرحت شقيقتها خيرية لـ “النهار” فإن “فرح كانت في زيارة عند أهلها يوم السبت الماضي، كانت تشعر بالألم على الرغم من اعتقادها أنه لا يزال أمامها يومان كي تدخل الشهر التاسع من حملها. نقلها زوجها إلى مستشفى قيصر معوض، وأُخبرت أنه يجب أن تضع مولودها على الفور، كما أنّ أحد أفراد عائلتي سمع الطبيب يقول إنه كان يفترض أن تضع مولودها قبل 15 يوماً”.
علامات استفهام
عندما كانت خيرية تطمئن إلى حسن مولود شقيقتها الجديد، سمعت إحدى الممرضات تطلب نزع رحم فرح إذا لم يتوقف النزف، وتساءلت “بأيّ حق تطلب هي ذلك، هل الطبيب النسائي نضال شحادة يأخذ الأمر منها؟ نُزع رحم شقيقتي من دون أن يأخُذ موافقتَها، بحجة أنه يريد إيقاف النزف الذي تسبب به التصاق المشيمة بالرحم؛ احتاجت إلى 40 وحدة دم، وقد تم خلط فئات عدّة منه في جسدها ما أدى إلى ظهور بقع زرقاء على جسمها. يقولون إنها أعطيت حبتَي دواء سعر كلّ منهما 10 ملايين ليرة من دون وجود تقرير طبّي”.
مطالبة بالتحقيق
“انتُزع رحم فرح وبقي النزف لساعات، ما يعني أنه لم تكن السبب ولا داعي لحرمانها منها ومن الإنجاب في المستقبل” قال زوجها هلال هوشر لـ “النهار”، شارحاً: “9 أشهر عاينها الطبيب، كل مرة كان يطمئنها إلى وضعها، لمَ لم يكتشف أنّ المشيمة ملتصقة بالرحم؟ وفوق هذا يطالب المستشفى بمبلغ 70 مليون ليرة، أنا أدعو وزير الصحّة غسان حاصباني لفتح تحقيق بالقضية”. كذلك طالب والد فرح، عبد الكريم، “أن تأخذ العدالة مجراها، وأن يحاسب الطبيب إذا أظهر التحقيق أي خطأ ارتكبه، مع أني متأكد أنّ كل ما قام به وما سبّبه لابنتي كان خطأً، كما نريد زرع رحم اصطناعية لها”.
الحلّ الأخير!
على الرغم من مرور أيام على ولادة فرح، لا تزال تقبع في العناية الفائقة، ولفت الطبيب شحادة: “كان لدى فرح مشكلة التصاق المشيمة بالرحم، هذه الحالات تؤدي إلى نزف، والحل الأخير لإنقاذ المريضة من الموت هو انتزاعها”، ولفت: “حتى لو تأخر موعد ولادة الحامل فليس سبباً علميّاً لالتصاق المشيمة بالرحم، في حالة فرح سبق أن خضعت لعمليتين قيصريتين، من عوارضها ما حصل معها”. وعن إعطائها وحدات دم من غير فئتها، أجاب: “ليست هذه المشكلة، هي اليوم في حالة جيدة، تحتاج إلى مزيد من الوقت كي تخرج من العناية الفائقة”. أما عن المطالبة بزرع رحم اصطناعية لها، فعلّق: “هل يوجد في الطبّ رحم اصطناعية!”. وختم: “كل البلبلة التي جرت هي من أجل عدم دفع المبلغ المالي فرق الضمان، المستشفى أمّن الدواء ولم يطالب العائلة بسعره، وأنا سأكلّف محامياً برفع دعوى تشهير وقدح وذمّ بحقي”.
إلى أن يفتح تحقيق بالقضية، يبقى الأمر الوحيد الأكيد أنّ فرح حرمت من حضن ابن جديد وهي لا تزال في ربيع العمر!