عن هشام حداد وتنميط الشخصية «الشيعية»
منذ فترة ليست ببعيدة، يعمد هشام حداد في برنامج «لهون وبس»، على lbci، الى مغازلة الجمهور «الشيعي»، تارة عبر تقليد لهجة وحركة هؤلاء بطريقة مبالغ بها، وطوراً، عبر توجيه رسائل الى «حزب الله»، ومدح بأمينه العام حسن نصر الله.
في الحلقة الماضية، خيّمت أحداث حي السلم على جزء منها. أطلق حداد أغنية «الي بسب السيد وضعه منو جيّد»، التي أداها على لحن أغنية «اللي بيرميكي بوردة» لمحمد إسكندر. كلمات الأغنية التي تصيب مباشرة مجموع الناس التي شتمت السيد في حي السلم، وعادت واعتذرت عن فعلتها، لم يكتف بها المقدم الكوميدي، بل شاهدنا استكشاً أقل ما يقال عنه أنه مهين، ويفتقد لأي علاقة بأرض الواقع، عدا أنه يعود بنا في الزمن الى أكثر من 10 سنوات من تنميط صورة «حزب الله»، والرجل «الشيعي» بشكل عام.
إستكش اشترك معه في التمثيل مخرج برنامجه شادي حنا، الذي لعب دور مقدم برنامج يعنى بالسيارات وبالمحركات. في المقابل، كان حداد يجسد الشخصية الشيعية النمطية، إذ أطلق على اسمه «علي حسين على علوش»، وكان مهمته تعريف حنّا، على سيارة «الفور ويل» المفيمة (الضاحية إيديشن). وبعد تعداد ميزات هذه السيارة، سأله المخرج: «كم seat فيها»؟ هنا، تبلكم علي حسين علي علوش، فصوّر على أنه جاهل لا يفقه اللغة الإنكليزية أو حتى المصطلحات المتداولة. فأجابه على الفور حنا بأنه يعني « كم كرسي فيها؟».
عدا تصوير الشخصية الشيعية بأنها تتحدث من حنك مائع، وتتسم بالجهل، فقد صوّر حداد «حزب الله» على أنه منظومة أمنية تقوم بتعذيب الناس، وإدخالهم غرفاً سوداء، وزنازين، بغية تأمين الولاء له. رأينا شادي حنا، يدخل السيارة، وبعد إعلانه أنه يوالي فريق «برشلونة حتى الموت»، خرج من «الفور ويل»، عقب ضربه، ليقول أنه «مع الحزب» ويعقب بالقول «يقبرني ربك» و«أنا ببوس نعل صباطك».
هكذا، وببضع دقائق، أعادنا هشام حداد، سنوات الى الوراء، عبر إستخدام برامج التهريج الصور النمطية لشخصيات أو لأحزاب، من دون أن يكون لها صلة بأرض الواقع، سوى تشويه الصورة، وإحالة الشخصية الشيعية مجرد صورة كاريكاتورية تستخدم للإضحاك وللتسلية فقط.
https://www.facebook.com/HichamOfficialPage/videos/1722387644462071/