عون مستقبلاً الحريري.. لن أتراجع قيد أنملة
لم يكتفِ رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، خلال خطاب الإستقلال أمس، بالحديث في العموميات الوطنية والثوابت السياسية في إنتظار عودة الرئيس الحريري الذي وصل لاحقاً إلى بيروت، بل بدا خطابه وكأنه يشدد على مواقفه السابقة الداخلية والإقليمية والتي لا توحي أنه في وارد تقديم التنازلات في المرحلة الحالية.
بدأ الرئيس عون خطابه بالتأكيد على أن “الاستقلال ليس لحظة محددة بزمان ومكان، الاستقلال هو عمل دؤوب ونضال متواصل، هو قصة شعب دفع الكثير ولمّا يزل، ليبقى سيّداً، حرّ القرار، وعلى أرضٍ حرة”، في تلميح واضح بأن خطواته الأخيرة هي للحفاظ على الإستقلال، الأمر الذي يشير إلى أن عون مصر على أن الحريري كان محتجزاً، وهذا ما يعتبر إنتهاكاً للسيادة وللإستقلال.
أكمل عون ردّه المبطن، معتبراً أن “لبنان نأى بنفسه، ولكن للأسف، الآخرين لم ينأوا بنفوسهم ولا بنفوذهم عنه”، في ما قد يفسر البعض على أنه تبرير لدخول “حزب الله” إلى سوريا والذي كادت الجامعة العربية تُحمل الحكومة اللبنانية مسؤوليته، فأراد عون أن يقول أنه إذا كان هناك أحد يجب أن يتحمل المسؤولية هم من لم ينأوا بأنفسهم عن لبنان.
وأضاف عون: “نحن، على الرغم من انتصارنا على الأرهاب وتحرير أرضنا منه، ما زلنا نتساءل من أين جاء الإرهاب الى لبنان؟ من أرسله؟ من موّله؟ من سلّحه ومن درّبه؟ ولماذا؟ أليس لضرب الاستقرار وزرع الفتنة، وقد شهدنا مآل الأحوال في الدول العربية التي تمكّنت منها تلك التنظيمات؟”، في هجوم غير مباشر على بعض الدول العربية التي يتهمها البعض بتمويل الإرهاب.
أكمل عون دفاعه عن سلاح “حزب الله” من دون أن يسميه، متحدثاً عن الرغبة الإسرائيلية الدائمة في الإعتداء على لبنان، معدداً الحروب والمجازر التي قامت بها إسرائيل.
بعدها عاد عون إلى الحديث عن الأزمة الحكومية، “التي لم تكن قضية عابرة”، أي أن تداعياتها لم تنتهِ وردّة الفعل اللبنانية عليها لم تنتهِ أيضاً “رغم أننا تخطيناها”، معتبراً أن “إستعادة رئيس حكومة… مسألة كرامة وطن وشعب”.
خطاب عون الذي لا يبدو أنه تراجع فيه قيد انملة عن ذروة تصعيده ضدّ السعودية، لا يتوافق مع الأجواء القائلة بأن تسوية تتحضر لإعادة تكليف الرئيس سعد الحريري مجدداً لرئاسة الحكومة، خاصة في حال كانت عودة الأخير بأجندة مواجهة وتصعيد.
علي منتش – لبنان 24