أوهموه بذهب مرصود في أرضه… ابن صيدا ضحية “دجّالين” احتالوا عليه بـ100 ألف دو
من وجود ثعبان في أرضه على مدى أيام الى ظهور شيطان، الى تأكيد وجود ذهب مرصود منذ سنوات، قصة حاكتها بعناية عصابة احتيال على ابن مدينة #صيدا الحاج سعيد (اسم مستعار) انتهى فصلها الأخير بنصب مئة الف دولار عليه، بعد عرض حلقات عدة تم إخراجها باحتراف أقنع خلالها الضحية ان سبائك ذهباً يصل وزنها الى ثلاثة أطنان ستكون من نصيبه إذا اتبع تعاليم “الدجال”.
القصة تعود الى نحو شهر ونصف شهر من الآن، وبحسب ما شرحه الضحية لـ “النهار” “أمتلك أرضاً في منطقة لبعا، في الفترة الاخيرة أخبرني العامل لدي أن ثعباناً بدأ يظهر كل يوم، طلب مني ألا اطيل البقاء في الارض، الى أن جاء ذات يوم وأخبرني ان رجلاً على هيئة شيطان ظهر له، وانه سأل عن السبب فقيل له ان هناك رصداً في الارض”. واضاف “شرح لي ان شابا طرأ عطل على سيارته امام الارض، ابلغه بما يحصل، زوده برقم هاتف شيخ يستطيع الكشف على المكان ومعرفة ان كان يوجد ذهب. لم أُعر الامر اهمية، ضحكت عليه بداية، الا ان إصراره على كشف المستور دفعني الى الموافقة والانجرار معه”.
الفصل الاول
حضر الشيخ ومعه بضعة شبان أخذوا تراباً من الارض وعادوا بعد ايام ودخلوا الغرفة الموجودة في الارض وطلبوا بخوراً وقطعة فحم وبدأوا بالدعاء. ولفت سعيد “خرج شاب يدعى رياض حاملاً ملحاً، وضع قطعة ذهب في يدي وقال تفضل معي، رأيت نحو 15 سبيكة ذهبية، غاب الناطور عن الوعي، سارعت لإيقاظه اذ لم أكن اعي انه شريكهم، بعدها طلب مني الشيخ دماً، تفاجأت قائلاً له باستهزاء: “هل تريد ان ترتكب جريمة”، اجاب أنه علي ان اضحي بعدد من الخراف بحسب عدد افراد اسرتي، رفضت بداية، فما الذي سيدفعني ان ادفع ثمن 11 خروفاً. لكن بعد محاولات الناطور المستمرة حيث عرض عليّ ان يدفع شخص ثمن الخراف على ان يشاركني ويأخذ ثلث ما سنحصل عليه من السبائك الذهبية وافقت. دفعت 4 ملايين ليرة من دون ان ارى بأم العين انه ضحّى، لكونهم اصروا ان يفعل ذلك في بيروت وليس في صيدا”.
سبائك الذهب.
سبائك الذهب
من اجل زرع الثقة والاطمئنان في قلب سعيد، اصر الشيخ ان يحلف يميناً بوهب 2,5 في المئة من الذهب الذي سيستخرجونه، على ان يأخذ الثلثين والبقية الثلث وان يبقى الموضوع سرياً كي لا تفشل المهمة. وقال: “طلب مني بعد ذلك ان انقل مكان العمل الى بيتي في عبرا لكون الارض مكشوفة وحولها ابنية، رفضت فالمبنى حيث يوجد بيتي مسكون، بعدها عرض علي الناطور ان نقوم بالامر في منزل ابني في مجدليون فهو خارج لبنان، وبالفعل توجهنا الى هناك، طلب الشيخ شرشفاً طاهراً وبدأ بتلاوة القرآن، قبل ان يطلب مني الدخول الى الغرفة، لاجد نحو اربعين قطعة ذهباً، اوهمني انه يقطع قطعة منها بمنشار قال لي ان افحصها عند الصائغ بعدها اغلق الباب مصراً الا يدخل احد”.
خسارة العمر
حمل سعيد (72 عاماً) قطعة الذهب وتوجه لمعاينتها، فتبين انها اصلية عيار 24 باعها بـ560 دولاراً، واشار”اخبرني الشيخ بعد يومين ان الجن طلب منه وضع مئة الف دولار حلال في الحقيبة التي سنضع فيها الذهب، قلت له ان نبيع سبيكة ونؤمن المبلغ فرفض، وبعد اخذ ورد وتفكير مطول، اعطيته تحويشة العمر، وضع الذهب في الحقيبة وسلمني اياها، واصرّ ان اقسم يمينا بعدم فتحها حتى يتم جمع باقي الذهب وتقسيمه، لأفاجأ بعد ايام بطلبه مئة الف دولار ثانية من اجل تكرار العملية. رفضت ليستمر بالاتصال بي، اطلعني انه مستعد ان يؤمن 30 الف دولار وانا البقية، اسبوع وانا في حالة يرثى، ارتفع ضغطي من كثرة التفكير، الا ان جاء يوم الجمعة قبل اسبوعين كنت اصلي في المسجد خطرت لي فكرة ان تفتح زوجتي الحقيبة فهي لم تقسم اليمين، كان جاري الصائغ معي، طلبت منه ان يجلب العدّة لفحص الذهب لاواجه الحقيقة”.
الصدمة
فتحت زوجة سعيد الحقيبة وأمسكت اول سبيكة واعطتها للصائغ كي يتفحصها، فبدأ يضحك “قال لي ان وزنها خفيف بالتأكيد ليست ذهباً، ليتبين انها المينيوم، تكرر الامر مع سبائك عدة، عندها طلبت الناطور قلت له ان يفحص الاموال تبين انهم وضعوا اوراقاً في كل رزمة وعلى السطح ورقة مالية. جننت فسارعت وابلغت المخفر بالقضية، لأفاجأ بقدوم رياض في نفس الليلة ابلغني انهم عصابة ربما لانهم لم يعطوه نصيبه من المال، تم توقيفه، لاتفاجأ ان الناطور شريكهم، دخلت بعدها الى المستشفى وفي الامس خرجت والى الان لم احصل على مالي”.
في قبضة الامن
المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي – شعبة العلاقات العامة اصدرت بلاغا اكدت خلاله انه “بتاريخي 25 و27/11/2017 وفي بلدات عبرا، لبعا والكرك/ زحلة، وبعد التنسيق بين مفرزتي استقصاء الجنوب والبقاع ومخفر حارة صيدا في وحدة الدرك الاقليمي، تمكنوا من توقيف عصابة مركبة مؤلفة من كل من : ع . ح. (مواليد عام 1986، مكتوم القيد ) م. ن. (مواليد عام 1986، لبناني) ث. ط. (مواليد عام 1975، لبناني) ح. ر. (مواليد عام 1972، سوري) خ. خ. (مواليد عام 1992، سوري) ر. ق.( مواليد عام 1960 ، لبناني) ل. س. (مواليد عام 1976، سوري) وبتفتيش منزل (ح. ر.) المجهز بكاميرات مراقبة، تم ضبط الادوات التي تستخدم في عمليات النصب وهي عبارة عن سبائك ذهب مغشوشة عدد /5/، كمية من علب الكرتون على شكل سبائك ذهب، جهاز “DVR” وكمية من مادة الكوكايين. بالتحقيق معهم اعترفوا انهم يؤلفون عصابة نصب واحتيال، حيث اقدموا على عدة عمليات احتيالية من طريق ايهام ضحاياهم على استخراج الذهب من قطعة ارض عبر قيامهم باعمال سحر وشعوذة وعرض سبائك ذهب مزيفة، وقد اسفرت احدى هذه العمليات عن استحصالهم على مبلغ 100 الف دولار اميركي. وقد تبين ان (خ.خ.) مطلوب للقضاء بموجب بلاغ بحث وتحر بجرم ترويج عملية مزيفة. اودع الموقوفون مع المضبوطات مخفر حارة صيدا لاستكمال التحقيق معهم، بناء على اشارة القضاء المختص”.