عمل كثير ووقت ضيق.. ما الوظائف الخمس الأكثر إجهاداً في العالم؟
قد يساعدنا بعض التوتر في ميدان العمل على أداء مهامنا تحت الضغط، وتقديم أفضل ما لدينا، لكن عندما يتجاوز ذلك طاقة احتمالنا، يصبح له العديد من التبعات على صحتنا ومزاجنا، بل وعلاقتنا مع الناس.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يولد هذا الوضع مستويات عالية من الضغط في حياتنا، كما يمكن أن يدفعنا إلى ارتكاب أخطاء فادحة عند تنفيذ مهامنا. ففي الحقيقة، يتسبب الإجهاد في العمل في الحد من نجاعة أدائنا بنسبة 60%، كما يمكن أن يزيد من حالات الأرق، مما قد يترتب عنه المعاناة من الاكتئاب.
الأطباء والممرضات والمحامون والأساتذة ورجال الأعمال هم أكثر الموظفين عرضة للإجهاد، بحسب تقرير صحيفة El confidencial الإسبانية.
من المؤكد أن معظم الأشخاص يعتقدون أن وظيفتهم صعبة ومجهدة. في المقابل، كشفت آخر الأبحاث التي أجريت في المملكة المتحدة (حيث بلغت حالات التوتر في صفوف العمال حوالي 1610 حالات لكل 100 ألف عامل)، أن وتيرة الإجهاد تختلف من وظيفة إلى أخرى.
الطب في المقدمة
وقد خلصت الدراسة التي أجرتها الوكالات التنفيذية للصحة والسلامة، إلى أن أكثر الوظائف التي تتسم بحالات الإجهاد وتطور وباء العصر في صلبها، تتمثل أساساً في مهنة الطب، تليها التمريض، والعاملون في مجال القانون، ثم التعليم، ورجال الأعمال. وفي الغالب، يعد عبء العمل وضيق الوقت، إلى جانب كثرة المسؤوليات ونقص الدعم من طرف الشركة، من أبرز العوامل المتسببة في الإجهاد الذهني.
أما مجالات العمل الأقل إجهاداً فتشمل الأعمال التي ترتكز على الأشغال اليدوية، سواء في مصنع مجهز بالآلات أو عن طريق استخدام الأدوات اليدوية.
وقد أكد الباحثون أنه كلما ارتفع عدد العمال في الشركة زادت معاناتهم من هذه الأعراض، علماً أن النساء هن أكثر الفئات التي تشكو من الإجهاد الروتيني. وفي حال أمعنّا النظر في الوظائف الخمس المذكورة أعلاه، سنلاحظ أن معظمها موجهة بنسبة أكبر للإناث، باستثناء المجال القانوني ربما.
تعتبر 61% من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 35 و44 سنة الأكثر تأثراً بعوامل الإجهاد في العمل. ويعزى ذلك إلى خوف النساء من فقدان مكانتهن الاجتماعية، أو قيمتهن في العمل. أما بالنسبة للرجال، فتتمثل أكثر المراحل العمرية التي يتأثر خلالها الذكور بالإجهاد بشكل كبير، في المرحلة ما بين 45 و54 سنة.
“يجب أن تقول لا”
في هذا الصدد، أكدت الأخصائية النفسية راكيل توميه في إحدى مقالاتها، أنه، وعندما يتعلق الأمر بمحاربة الإجهاد، يتحول كل شخص إلى عالم بمفرده.
وأضافت الأخصائية النفسية أنه “وحتى يتمكن الفرد من التغلب على الإجهاد سيتعيّن عليه التغلب على مخاوفه عند الحديث عما يحتاجونه في العمل، وذلك لتجنب الدخول في صراع مع رئيسه في العمل. من جانب آخر، يجب على الإنسان التخلي عن البحث عن المثالية في العمل في حال كان يرغب في تطوير أدائه. كما ينبغي أيضاً على الموظف أن يتعلم قول كلمة “لا” بحزم، أو تفويض المسؤوليات الموكلة له للتخلص من بعض الأعباء”.
في سياق متصل شدّدت راكيل توميه على أن “بعض الموظفين في حاجة إلى إعادة تحديد طموحاتهم، بما يتلاءم وطاقة تحملهم، في حال كانوا لا يرغبون في إنهاك قواهم جراء السعي بشدة وراء تحقيقها”.
وأضافت راكيل، “في الوقت ذاته، لا بد أن يتغلب الموظفون على مخاوفهم التي تجعلهم عاجزين عن تحقيق أهدافهم. فضلاً عن ذلك، من المهم أن يتعلم بعض العاملين كيفية التعامل مع مديرهم السيئ في العمل، الذي قد يعمل على تقويض إحساسهم بقيمتهم. علاوة على ذلك، يجب ألا يحاول الإنسان القيام بكل شيء في آنٍ واحد، في حين ينبغي عليه التوقف عن محاربة كل ما هو مستحيل”.
في حقيقة الأمر، وبغضّ النظر عن ممارساتك وتصرفاتك في العمل، فإن الإجهاد أو ما يعرف أيضاً “بمتلازمة الاحتراق النفسي”، الناتج عن أعباء العمل الكثيرة، يعد من أبرز العلامات الدالة على أن هناك أمراً لا يسير بشكل جيد في محيطك المهني. وبالتالي، في حال كنت تشكو من الإجهاد المفرط في العمل، فلا بد أن تسعى لإيجاد حل للمسألة، نظراً لمدى خطورتها وشدة تأثيرها على صحتك ومستقبلك المهني.