سماح ماتت محتضنة ابنتها.. والأب مستغيثًا : اطفالي بتنشوي ع الدرج
ما إن علم “عباس” وزوجته “سماح” باندلاع حريق في العمارة التي يسكنان بها، حتى هُرع كل منهما إلى إحدى ابنتيهما، وحملها محاولا النجاة بها، وفي حين نجح الأب في إنقاذ الابنة الكبرى يارا (10 سنوات)، حاصرت النيران الأم وطفلتها “أحلام” (3 سنوات)، حاولت حمايتها باحتضانها لكنهما ماتتا معا.
في الرابعة والنصف من عصر الاثنين الماضي، قطع صراخ إحدى جارات عباس الهدوء الذي يسود منطقة العصارة بعزبة النخل: “إلحقوا مدخل العمارة فيه نار”.
تقول “أم محمد”، إحدى القاطنات بالعمارة المنكوبة: شاهدت جارة النيران مشتعلة في أثاث صاحب العقار والذي قام بتشوينه بالمدخل، فصرخت لتنبهنا وأبلغت سماح “إلحقي المدخل فيه نار”، وبعد دقائق معدودة ارتفعت ألسنة اللهب.
وأوضح مصدر أمني لـ”مصراوي” أن الحريق اندلع بفعل ماس كهربائي بـ”الكابل” الرئيسي للعقار، ما أدى لامتداد النيران في سلم الطوابق السبعة.
بشكل لا إرادي، هرع الأب ” عباس” لحمل ابنته الكبرى “يارا “، فيما حملت الأم “سماح” صغيرتها أحلام. اهتدى الأب لحيلة للنجاة، توجه مسرعا ناحية الشرفة، وأنقذ “يارا” بإلقائها في شرفة العقار المجاور لهم، فيما سارعت الأم ناحية السلم، وحاولت الهرب من النيران بالصعود إلى سطح العمارة، إلا أنها تعثرت على درجات السلم، فيما امتدت ألسنة النيران سريعا لكابل الكهرباء لتندلع النيران من أعلى ومن أسفل وتحاصرها في المنتصف.
تقول الجارة: بعدما نجح الأب في إنقاذ يارا رجع للشقة لإنقاذ طفلته الثانية وزوجته، إلا أنه فشل وعاد منهكا ومصابا بحروق متفرقة في جسده.
“العيال بتتشوي على السلم” قالها الأب صارخا مستغيثا بالجيران. كلمات الأب حركت مشاعر جموع الأهالي الذين تجمعوا أسفل العمارة، ألقى لهم الرجل المفتاح للدخول وإنقاذ المحاصرين، لكن النيران المشتعلة في المدخل حالت دون ذلك، فسارعوا بالصعود إلى أسطح العمائر المجاورة ومنها إلى العمارة المحترقة.
“نطيت من السطوح”، يقول سعيد محمد عبدالعزيز، أحد الجيران، مشيرا إلى أنه نجح بعد عدة محاولات في الوصول لأسرة تسكن في الطابق الخامس من العقار، وتمكن بصعوبة بالغة من إنقاذ أفرادها واحدا تلو الآخر “خليتهم ينطوا في بلكونة العقار المجاور… قلتلهم متبصوش تحت ونطوا على طول”.