فطر “سحري” يحارب الاكتئاب و”الجروح النفسية العميقة”!
أشارت أبحاث جديدة إلى أنه يمكن معالجة الاكتئاب بشكل فعال اعتمادا على فطر “سحري”، دون “تخفيف” المشاعر مثل ما تقوم به مضادات الاكتئاب.
وتقول الأبحاث إن هذا الدواء “غير المشروع” فعال للمرضى الذين يعانون من أعراض خطيرة ولا يتحسنون بالأدوية.
ووجدت الدراسة أن غالبية المرضى الذين تناولوا الفطر أفادوا بأن أعراض الاكتئاب لديهم قد انخفضت، ويقول الخبراء إنه يمكن أن يكون “علاجا جيدا للجروح النفسية العميقة”.
ولكن من المثير للاهتمام، أن المسح الضوئي كشف أن المادة الموجودة في الفطر لم تضعف منطقة الدماغ التي تساعد على معالجة ردود الفعل العاطفية.
ولذلك، يقول الخبراء أن مادة “سيلوسيبين”، وهي مركب كيميائي مهلوس يوجد في أكثر من 200 نوع من أنواع فطر المشروم، يمكن أن يحقق فوائد مماثلة لمثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، حيث أن هذه المثبطات هي فئة من المركبات التي تستخدم عادة كمضادات اكتئاب، وذلك بتمكين المصابين من “إعادة الاتصال مع عواطفهم”.
والاكتئاب هو مرض شائع في جميع أنحاء العالم، مع أكثر من 300 مليون مصاب، وهو السبب الرئيس للإعاقة والموت.
وقال مؤلف الدراسة لور روزمان، طالب دكتوراة في كلية إمبريال لندن: “أعتقد أن الفطر السحري يحمل القدرة على علاج الجروح النفسية العميقة، وأعتقد أنه من خلال التحقيق في آلياته العصبية والنفسية، يمكننا أن نفهم سبب هذه الإمكانات”.
وكان فريق روزمان مهتما بشكل خاص بمنطقة الدماغ المعروفة باسم “اللوزة”، والتي ترتبط بالمعالجة العاطفية والكشف عن التهديدات.
وقد ذكرت العديد من الدراسات أن الاكتئاب يرتبط مع ردود أكثر سلبية مثل الحزن والخوف والعواطف على الوجوه.
وللحصول على أحدث النتائج، خضع 20 مريضا يعانون من الاكتئاب الرئيس لجلستي علاج بمساعدة “السيلوسيبين” وأجرى المشاركون في الدراسة فحص الدماغ قبل العلاج الأول وبعد الدورة الثانية، وخلال عمليات المسح تم عرض صور للوجوه مع تعبيرات خوف وسعادة وأخرى محايدة.
وبعد تناول العلاج، أفاد غالبية المرضى بأن اعراض الاكتئاب لديهم تحسنت، ووجدت دراسات سابقة، من قبل الباحثين أنفسهم، أن الفطر السحري، يعمل على “إعادة” تشكيل دوائر الدماغ التي تعاني من الاكتئاب، وقد أبلغ المرضى عن استمرار التحسينات لمدة تصل إلى خمسة أسابيع بعد العلاج.
ولاحظ الباحثون زيادة استجابة “اللوزة” بعد الخضوع للعلاج بمادة “سيلوسيبين”، وقال روزمان إن “العلاج بمساعدة سيلوسيبين قد يخفف الاكتئاب عن طريق زيادة الاتصال العاطفي، على عكس مضادات الاكتئاب الأخرى التي يتم انتقادها لأنها قد تصيب المرضى بالانهيار العاطفي العام”.