أغمضت عينيها وودعت أمها..أماندا طفلة الشهور الخمسة ضحية الإهمال والتشخيص الخاطئ…
زهراء السيد حسن – بنت جبيل.أورغ
رحلة الشهور الخمس بين الإهمال والتشخيص الخاطئ…أطفالٌ كان لا بدَّ لهم أن يحلّوا مبشرّين على هذا العالم إلّا أنهم إصطدموا ببؤسه ووحشيته…
أماندا الطفلة التي ولدت في إحدى مستشفيات صيدا، وكانت قد تعرضت لشرب مياه الرحم مما سبب لها مشاكل صحية على حد تشخيص المستشفى.
وبحسب ما علمه موقع بنت جبيل من مقربين أنه تمّ نقل الطفلة إلى مستشفى آخر داخل صيدا أيضاً حيث مكثت هناك 3 أشهر، وكان قد أخبر الأطباء الأهل أنّ الطفلة تعاني من مشاكل بالكلى ولا بدّ من تلقي العلاج المناسب.
إعتقد الأهل أن طفلتهم ستصبح بخير طالما أنّ السبب قد عرف والدواء مؤمن، علماً أن كلفة الدواء مرتفعة الثمن إلّا أنّ أماندا كان لها جهة ضامنة وتأمين صحي إستغلته المستشفى طيلة هذه الفترة ليكتشف الأهل أن طفلتهم لا تتحسن بل تزداد حالتها سوءاً.
قرر الأهل بعد ذلك نقلها إلى إحدى مستشفيات بيروت علّهم يتوصلون إلى مرض طفلتهم الحقيقي، وبحسب ما علم موقع بنت جبيل أنّ تحاليلاً أجريت للصغيرة وتبيّن أنّها تعاني من ثقب في الشريان الرئيسي للقلب والذي يضخ الدم إلى خارج القلب،وأنّ كل الأدوية التي تلقتها ليس لها علاقة بحالتها لا من قريب ولا من بعيد.
لم يستطع المستشفى إستقبالها بسبب عدم توفّر غرفة فحوّلت إلى مستشفى آخر ووضعت على الأجهزة بإنتظار معجزة تنقذها أو موت يخطفها.
بالأمس زارت الأم طفلتها كالعادة داعبت خدّها وشعرها ونظرت إليها بحرقة لكنها صدمت عندما رأت لون جسدها وقد تحوّل إلى أسود داكن فسارعت لسؤال الطبيب والممرضين إذا كانت إبنتها قد أعطيت “المصل” لتتضارب الأجوبة بين ممرضة تقول بأنها لا تعلم وطبيب يومي بنعم.
نظرت إليها نظرة الوداع… إلتقت عيونهما للمرة الأخيرة وأغمضت أماندا جفنيها على وجعها الصامت…
وتجدر الإشارة إلى أنّ الناشط جميل بزي كان قد نشر على صفحته الخاصة في فيسبوك صرخة ضد الإهمال المستشري في مستشفاياتنا وعرض قصة أماندا الصغيرة التي خطفها الموت باكراً نتيجة هذا التقاعس الغير مبرر.
خطأ في التشخيص أودى بحياة الطفلة…وكثيرون هم أمثال أماندا، يرحلون بسبب التهاون الطبي الذي بات واضحاً في العديد من المستشفيات، يبدو أنها باتت مسالخاً لحصد أرواح البشر أكثر من كونها حضناً لرعاية المريض والإهتمام بصحته وعلاجه.