عن غدي ( 23 عاماً) …. على طريق المطار قطفت شاحنة عمره الندي، وآخر رسائله لصديقته روى : « اذا متت ما تزعلي عليي» !
احمد عيسى_يا صور
في احد زوايا احياء البراج البراجنة خيم الحزن و فرش لباسه الاسود.. الجميع هنا في صدمة!! لا يعلمون ايهما اشدُ الماً.. رحيل غدي ام مصيبة امه وعويلها!!
في شوارع المنطقة علقت صور الشاب ” غدي اسماعيل ” ابن ال 23 عاماً والذي قضى بحادث سير مروع الامس على طريق المطار بعدما صدمته شاحنة و هو يقود دراجته النارية..
لم يمضِ الخميس الاسود كما يجب فـ غدي لم يأتِ الى عمله اليوم و لا ارسل ” صباحو ” لصديقة عمره روى ، الجميع هنا يفتقده..
منذ ساعات الصباح الاولى رفعت خيم العزاء و جاء اصدقاءه من كل المناطق لتوديع صديقهم الخلوق..
وفي حديث خاص لـ ” موقع يا صور ” مع صديقته روى السبع اخبرتنا عن غدي وحياته..
” لا شيئ يؤلمني اكثر من انني لم ارد على رسالته قبل ساعتين من الحادث.. ليتني ودعته!! لقد اخبرني قبل اسبوعين انه ” متعب ” وغير مرتاح.. الحياة صعبة و بدك مين يفهمها اذا متت ما تزعلي عليّ!! .. لم اكن اعلم انه سيغادرنا بهذه السرعة.. ”
قبل يوم من رحيله توجه الى مدرسته والقى السلام على اساتذته ومعلماته وفي الليل امضى السهرة مع اصدقائه بضحكته المميزة .. وكانه يودعهم..
الشاب الخلوق و الذي تعب كثيراً ليتخرج من الجامعة فقد كان عاشقاً للعلم وتخرج بشهادة ” تصميم داخلي وديكور ” ، عاش مع اخته الكبرى غوى و التي كانت كأم له بعدما سافر اهله الى افريقيا وبقي هنا ليكمل علمه.. وهو الاخ الاصغر لثلاثة اخوة..
صوره ملأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ..الجميع ينعى غدي.. لم يتخايل احدهم انه يملك هذا العدد الكبير من الاصدقاء.. جميعهم هنا ينتظرون الكابوس المرعب ان ينتهي ويعود غدي.. لكن اليقظة فرضت نفسها.. بانتظار والده ان يصل من سفره ليودع صغيره ..
من جديد تقطف طرقات لبنان اجمل الورود من شاببنا ، الذين فهموا الحياة جيداً.. ومنهم غدي الذي سيصلى على جثمانه عصر اليوم ويوارى الثرى.. فللروحه الف سلام..