هذه ليست مزحة | عندما سئلوا عن الأموال المفقودة اتهموا “قرود وفئران وثعابين” بسرقتها.. هكذا برر مسؤولو هذه الدولة فسادهم!
(عربي بوست)
3 شهور ونصف الشهر هي الفترة التي أمضاها الرئيس النيجيري محمد بخاري، العام الماضي، للعلاج خارج البلاد، وعندما عاد إلى مكتبه اكتشف الدمار الذي ألحقته الفئران بالمكان، إذ تسببت في “إتلاف الكثير من الأثاث ووحدات مكيف الهواء”.
كانت الفئران هي الحيوانات الأولى التي تتصدر عناوين الصحف في نيجيريا، وقال متحدثٌ باسم الرئيس في ذلك الوقت: “تجري بعض التجديدات في المكتب، وسيعود الرئيس إلى مكتبه الرئيسي بعد انتهاء تلك الأعمال”.
وبعد مرور سبعة أشهر، لم يعد بخاري إلى مقر عمله الرسمي، وما زال يدير البلاد من مكان إقامته الخاص. لم تكن فئران الرئيس وحدها التي تعبث وتقوم بإتلاف الممتلكات، ولكن انضمّ “الثعبان” إلى قائمة الأخبار النيجيرية.
ثعبان يبتلع مئة ألف دولار
في بداية شهر فبراير/شباط، قالت مسؤولة في المجلس المشترك للقبول والتسجيل -الذي يجري اختبارات دخول امتحانات القبول في جميع مؤسسات التعليم العالي بنيجيريا- إنَّ ثعباناً غامضاً ابتلع 36 مليون نيرة (100 ألف دولار أميركي) كانت في عهدتها.
وقالت فيلومينا كيشي، موظفة المبيعات بالمجلس المشترك للقبول والتسجيل في اعترافها لمديري المجلس شبه الحكومي: “كنتُ احتفظ بالأموال في البنك، ولكنَّني وجدت أنَّه من الصعب إثبات مصدرها. لذا بدأتُ في وضعها في خزانةٍ بالمكتب، لكنَّني في كل مرة كنتُ أفتحها لا أجد شيئاً”.
وفي وقتٍ لاحق، اكتشفت كيشي، الموقوفة عن العمل الآن، أنَّ “ثعباناً غامضاً تسلل إلى المكان وابتلع المال بالخزنة”.
ويعد مبلغ 100 ألف دولار مبلغاً ضخماً من المال “ليبتلعه” ثعبانٌ ما في بلدٍ، حيثُ يعيش حوالي 70% من السكان على أقل من دولار واحد يومياً.
سرقة قرود أم سوء إدارة؟
وكردِّ فعلٍ على فعلة الثعبان، كشفت التقارير بعدها عن قرودٍ سرقت 194 ألف دولار أميركي، من منازل تخضع لحراسة مشددة مملوكة لأعضاء بمجلس الشيوخ.
وقال شيهو ساني أحد أكثر أعضاء مجلس الشيوخ نفوذاً وقوة للصحفيين في أبوجا: “أعتقد أنَّ تلك البلاد أصبحت مزحة كبيرة، ففي البداية أبعدت القوارض الرئيس عن مكتبه، والآن لدينا ثعابين تبتلع 36 مليون نيرة، ثم قرود تشن هجوماً على منزل المزرعة”. وكان ساني يرد على ما قال إنَّه “ادعاءاتٌ بأنَّ بعض القرود غزت منزل المزرعة الخاص بمديري منتدى مجلس الشيوخ الشمالي” وسرقت 70 مليون نيرة (حوالي 194 ألف دولار) خاصة بالمجموعة، مما أدى إلى طرد رئيس المنتدى من منصبه واستبداله.
وورد في بيانٍ رسمي وقَّع عليه السيناتور دينو ميلاي، المتحدث باسم تكتل الأغلبية المسلمة النافذ: “طردنا السيناتور عبدالله آدامو، رئيس منتدى مجلس الشيوخ الشمالي بسبب سوء الإدارة وسوء الإدارة المالية، وجرى التحقيق في الادعاءات وثبتت صحتها، وكشفت حقيقة سوء الإدارة المالية وصرف الأموال دون علم الأعضاء وعدم إشراك المديرين في ذلك”.
وخلال الأشهر الماضية وقع اللوم على الحيوانات لسرقة نحو 300 ألف دولار من مسؤولين عموميين.
يذكر أن منظمة الشفافية الدولية في مؤشر مدركات الفساد، كشفت أنَّ نيجيريا تحتل الآن المركز 148 من 180 في الدراسة، أي انخفضت 12 مركزاً عمَّا كانت عليه العام الماضي.
وكتب أحمد ساكيلدا، وهو صحفي نيجيري بارز أُعلن في وقتٍ من الأوقات أنَّه مطلوبٌ من الجيش، لنشره مقطع فيديو لأبو بكر شيكاو، زعيم حركة بوكو حرام، في حسابه على تويتر، كتب أنَّ “ما تعتبره الدول الأخرى فضيحة عادةً ما تؤدي إلى استقالة زعمائها، في نيجيريا مثل تلك الفضيحة تزيد من جرأتهم”.
وقال ساني رئيس لجنة الشيوخ المعنية بالديون الخارجية والمحلية، في حسابه على تويتر: “إنَّه تناقضٌ مباشر للتحيات والتصفيق الذي نمنحه لأنفسنا، ولدينا خيارٌ الآن، أن ندين تقرير منظمة الشفافية كتقريرٍ مناهض للحكومة ومعارض لنيجيريا، أو أن نعيد ترتيب مسيرتنا ونجري تعديلات”.
وتواجه نيجيريا أيضاً العديدَ من الأزمات على الجبهة الداخلية؛ إذ صعَّد رعاة شعب الفولاني هجماتهم على وسط وشمال البلاد، وأصبحت أزمة الصفوف الطويلة في محطات البنزين دائمة، كما زادت مستويات الفساد.
وشهدت الأخبار العالمية عودة جماعة بوكو حرام و… نعم، ما زالت الحيوانات تسرق الأموال من المسؤولين في المكاتب العامة.