النشاط الزائد عند الطفل… متى يكون مَرَضياً؟
(جنى جبور – الجمهورية)
يُعتبر النشاط الزائد وتشتّت الإنتباه عند الاطفال من أكثر المشكلات التي تقلق الأهل، لاسيما إذا رافقتهما السلوكيات الخاطئة التي تؤثر على كفاءته وتحصيله العلمي. فمتى تشخَّص هذه الحالة على أنها مرضية؟ وهل تستمرّ حتى بلوغه؟
تختلف السلوكيات بين طفل وآخر، ما يحير الأهل ويصعّب عليهم التفريق بين ما هو طبيعي وغير طبيعي. ولكن في بعض الحالات يخرج الطفل عن المعدل الطبيعي في حركاته وسلوكياته دون أن يستطيع السيطرة على ذلك، لاسيما أنّ الجهاز العصبي لديهم لا يعمل بالطريقة الصحيحة. في هذا السياق، عرّفت إختصاصية معالجة نفس حركي نايلين طنب افرط الحركة (ADHD) بأنّه “اضطرابٌ للنموّ العصبي، يولد مع الطفل منذ الصغر ورغم ذلك لا يمكن تشخيص حالته قبل الـ7 سنوات، كما أنه وفي بعض الحالات يمكن أن تخفّ هذه الحالة المرضية عند بلوغه سنّ الرشد. 3 عوارض اساسية تميّز فرطَ الحركة وهي تشتّت الإنتباه، الإندفاع، وفرط النشاط. وتجدر الاشارة، الى أنه ليس من الضروري أن يُصابَ الشخص بهذه العوارض، لأنه يمكن أن يتأثر انتباهُه واندفاعُه دون الإصابة بفرط الحركة”.
سلوكيات مدرَسية
يمكن اكتشافُ هذا المرض من خلال سلوكيات الطفل في المدرسة وطريقة تعامله مع الأهل في المنزل، لاسيما اذا كان لا يستمع بدقة لكلام أمه، أو اذا كان لا يفهم ما تقوله له أو حتى اذا كان يفهمه بطريقة خاطئة وناقصة، كما أنه لا يدع الآخرين يكملون حديثهم، ولا يعطي ايّ اهمية للتفاصيل.
وتشير طنب الى انه “هناك عوارض تظهر دون أن يرافقها الإندفاع ويمكن ملاحظة أبرزها من خلال عدم التركيز في الصف وتشتّت افكاره. أما إذا كانت هناك حالة من الإندفاعية فنرى أنّ الطفل غير قادر على ملازمة مكانه لمدة طويلة، لا يفكر بالحركة أو السلوك قبل القيام به، ويردّ بسرعة. كما انّ هناك حالاتٍ تصاب بالإندفاعية، فرط الحركة وعدم الإنتباه معاً وحالات أخرى لا ترافقها فرط الحركة”.