والدة الطفلة كارما قالت أنها فقدتها بسبب « الحسد » بعد نشر صورتها على فايس بوك
داخل صندوق متوسط الحجم، تجلس رضيعة، تزين الابتسامة وجهها، تلفت الأنظار لجمال طلتها، بعينيها الواسعتين وبشرتها الفاتحة، لتقرر والدتها “أسماء دياب” توثيق المشهد بكاميرا هاتفها، ونشره عبر حسابها على “فيس بوك”، مازحًا: “كرتونة رمضانية يوجد داخلها كل ما تشتهي الأنفس، اللي عاوزها مصاريف الشحن مجانا”، وسط آلاف التعليقات المنبهرة بحُسنها، ليتحول الإطراء لـ”دفتر عزاء” على روح الطفلة، خلال 48 ساعة.
الصدمة المختلطة بالوجع والحزن، لم يبرحوا قلب والدة كارما، مسترجعة أدق تفاصيل فاجعة فقد ابنتها، ليرفض عقلها إدراك الأمر، منادية إليها بلهفة، في انتظار أن تحبو اتجاهها كالعادة، فتنتفض بحثًا عنها في أنحاء الشقة دون جدوى، رغم محاولات أقاربها وجيرانها التهوين عليها، لتروي إسراء حجازي، زوجة خال الرضيعة وجارة الأم مكلومة لـ”هن”:”الحادثة بشعة وغير متوقعة، فجأة وقع باب دولاب قديم من الحديد عليها، وهى بتلعب مع أخوها وأولاد عمها في البلكونة”.
اصطدام اللوح المعدني بجسد الرضيعة، قَسَم رأسها شقتين، ليجري سيلًا من الدماء يغطي جسدها، لتهرول إليها والدتها المنهمكة في الأعمال المنزلية، مفزعة من أصوات الصراخ الصادرة من الشرفة، دون أن يخطر ببالها رؤيتها للحظات الأخيرة لابنتها قبل مغادرتها الحياة، التي لم تمكث بها سوى عامًا واحدًا، لتضمها بين ذراعيها باكية، فيما مد أحد أقاربها يده ممسكا بمخ الطفلة، الذي سقط من رأسها، وحفظه بالثلاجة حتى دفنها، وفقًا لرواية “حجازي”.
فستان أبيض يشابه نقاء حياة كارما، اشتراه أبيها لترتديه في عيد الفطر، كان الكفن الذي اختارته والدتها، لتزفها عروسًا إلى الجنة، متمتمة بآيات قرآنية، راجية المدد بالصبر والرضا بقضاء الله.
“الحسد مش هو اللي خطف كارما مننا، لإن أسماء بتنزل صور ليها على فيس بوك باستمرار”.. كلمات حاسمة أنهت بها “إسراء” الجدل المثار على مواقع التواصل الاجتماعي حول سبب الوفاة، لتؤكد أن تلك التخمينات القاسية، تُحمل الأم مسؤولية مقتل ابنتها، وتضاعف ألمها على فقدها، متابعة:”إحنا متأكدين أن اللي حصل قضاء وقدر، بس كلام الناس بيضغطنا، وبيخلينا خايفين ننزل صور لأولادنا، أرجوكم كفايا كده”.
الدعاء وقرآن القرآن، طلبان وجهتها جارة إسراء حجازي لمتابعي قصة “كارما”، مختتمة حديثها قائلة:”اتمنى تستبدلوا الشير والتعليقات على موضوع البنت، بالدعاء ليها في الأيام المفترجة”.